الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دفاع عن سيد المرسلين ورد على المبطلين المغرضين

السؤال

أرجو الذهاب إلى هذا الموقع المسيحي الكذاب الذي يتهم القرآن بالكذب، ويتهم الرسول الكريم بأنه بأكل الحرام مستندا في ذلك إلى أدلة صحيحة من مسند الإمام أحمد وصحيح البخاري، أرجو إعلامي بالردود على هذه الكتب المفتراه أولاً بأول، علما بأن كثيرا من المسلمين صدقوا هذا الكلام، وهذا الموقع المسيحي ينشر موقعه عند البحث في (جوجل) تحت اسم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم) فيظهر عنوان أكذوبة الإعجاز العلمي في القرآن، وإذا بحثت منفردا تحت هذا العنوان أكذوبة الإعجاز العلمي في القرآن "سيظهر لك أول عنوان" عموما هذا هو عنوانهم ............ هذا هو الموقع المسيحي الكذاب رجاء الرد عليه سريعا في الشبهات التي أوردها في هذه الكتب المرفقة مع الملف المرسل، فهم أزيد من عشرين كتابا ونشر الرد على yahoo&google وعلى جميع المواقع العربية والإسلامية والـ TV وإفادتي بأنكم مهتمون بهذا الموضوع كعهدي بكم، علما بأن بعض المواقع اكتفت بقول "لا تدخلوا ولا تلتفتوا إلى هذه المواقع" هل أحد يصدق ذلك! أغيثوني وكل المسلمين؟ أخوكم في الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اطلعنا على هذا الموقع، ومن خلال ما هو مكتوب من عناوين رئيسية يتبين للقارئ أن ذلك يدخل ضمن محاولة أعداء الله تعالى للكيد لهذا الدين، كما قال سبحانه: يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {التوبة:32}.

فالواجب على المسلم أن يكون على ثقة بأن هذا الدين محفوظ بحفظ الله تعالى له، فكم من المكائد قد وجهت له، ورد الله سبحانه أصحابها على أعقابهم خائبين على مر التاريخ، فهون على نفسك أخا الإسلام.

والرد على كل جزئية من الشبهات التي وردت فيه ليس ممكناً بل إننا نرى أن الأولى أن نهتم بعرض الإسلام كمنهج للحياة، وما فيه من محاسن وأن لا نشغل أنفسنا بالرد على هذه الشبهات، لأن ذلك يصرفنا عما هو أهم، ولكن ذلك لا يعني عدم الرد على شبهة معينة تعرض علينا ويطلب منا الإجابة عنها.

وها نحن نرد على ما ذكرت من شبهة أوردها هذا الموقع تحت عنوان (الرسول يأكل الحرام) مستدلين بحديث رواه البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، وذاك قبل أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فقدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها ثم قال: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه. واستدلوا أيضاً برواية في مسند أحمد وهي رواية صحيحة، ولنا مع هؤلاء القوم بعض الوقفات:

الوقفة الأولى: أن العنوان يوهم أن هذا الفعل القبيح الذي نسبوه إليه فعله وهو بصفته رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بعد نزول الوحي عليه وبعثته وهذا ليس من الأمانة في شيء.

الوقفة الثانية: أنهم حرفوا رواية البخاري هذه بحذف كلمة "إلى" فصارت عندهم "فقدم رسول الله" بدلاً من "فقدم إلى رسول الله" والفرق بينهما واضح، وهذا ليس من الأمانة في شيء.

الوقفة الثالثة: مع أنه قد ورد في رواية أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي قدم الطعام إلى زيد بن عمرو بن نفيل، وهو الموافق لرواية مسند أحمد، إلا أن رواية الأكثرين، كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ما ورد في صحيح البخاري من أنه قُدِّم للنبي صلى الله عليه وسلم

الوقفة الرابعة: أن النهي عن الأكل مما ذبح على النصب أو ما لم يذكر اسم الله عليه لم ينزل إلا بعد البعثة بمدة، فكيف يكون النبي صلى الله عليه وسلم مكلفا به قبل نزول الشرع.

الوقفة الخامسة: أن امتناعه عن الأكل بعد كلام زيد بن عمرو منقبة في حقه لا مثلبة.

الوقفة السادسة: أنهم قد افتروا كذباً باستنباطهم من الحديث أن النبي صلى الله عيله وسلم كان في الجاهلية يملك صنماً ونصباً، فلا الحديث دال على ذلك، ولا نعلم حديثا صحيحاً يثبت ذلك، والعجب أن يتكلم عباد الصليب وعباد البشر في إمام الموحدين رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني