الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الأبناء من خالتهم المؤذية لأمهم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته سؤالي هو كالتالي: أمي امرأة تبلغ من العمر 67 سنة مريضة بارتفاع ضغط الدم لدرجة أنها سبق أن أصيبت بنزيف داخلي في الدماغ أدى بها إلى شلل نصفي شفيت منه والحمد لله ولكن الخطر لا يزال قائما من تكرار النزيف حسب رأي الأطباء وأنها شفيت بمعجزة من الله، المشكلة في أن لأمي أختا أكبر منها أي في حدود72 سنة فقيرة جدا تستعين بمساعدات الناس ومساعدات أمي لها إلا أنها سليطة اللسان على الجميع وبالخصوص على أمي تحملها مسؤولية فقرها وعجزها ولا تعبأ بكون أمي مريضة، فيما مضى من السنين كانت أمي تصبر وتكابد حتى لا تفقد أختها وأن لا يغضب الله عليها لأنها تخلت عن أختها ولكن بعد مرضها لم تعد تحتمل لدرجة أنها عندما تسمع صوتها تشعر بالرجفة والخوف منها ويرتفع ضغط الدم لديها. في إحدى الأيام لا أدري من أين أتت أمي بالجرأة لترد على خالتي معاتبة إياها على تصرفاتها معها جن جنون خالتي صرخت و ولولت وخرجت غاضبة تقسم أن لا تأتي لبيتنا مرة أخرى مرضت أمي بعدها وأصابها الأرق والحيرة بين مقاطعة هذه الأخت وواجب صلة الرحم ذهبت أنا وذهبت أختي في مرة أخرى لمراضاة هذه الخالة دون جدوى أفيدونا أفادكم الله في حل مع هذه الخالة لا يغضب الله رب العالمين فنحن نخاف على أمنا من مرضها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن المقاصد السامية التي جاء الإسلام لإرسائها وصيانتها حسن الصلة، وتمام الألفة والمودة بين المسلمين، قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ {الحجرات: 10}.

وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً. رواه البخاري ومسلم.

ولاشك أن أمك وخالتك قد تقدمت بهما السن، ويغلب في المرء إذا وصل إلى مثل هذه السن أن يصاب بنوع من العصبية وضيق الصدر، فوصيتنا لكم أن تسلكوا جانب الحكمة في التعامل مع هذه المشكلة، وأن تسعوا إلى الإصلاح بينهما بشيء من التروي، فتستعينوا بالله أولاً بالدعاء والتضرع إليه أن يوفقكم في ذلك، ثم تستعينوا بأهل الخير والفضل أو العقلاء من قومكم، فيذكروهما بما بينهما من رحم، وبما للرحم من شأن عظيم، وما في صلتها من الأجر العظيم، وما في قطيعتها من الإثم المبين، وتراجع الفتوى رقم: 4417.

وتنصح خالتكم على وجه الخصوص بخطورة أذى الخلق، وسوء الخلق في التعامل مع الناس، وأن ذلك مع ذوي الرحم، بل ومع الأخت أشد خطراً.

وتنصح أمكم بالصبر على أذى أختها، وأن تقابل الإساءة بالإحسان، فلعل ذلك أن يكون عوناً في الإصلاح بينهما، فإن تم الصلح فالحمد لله، وإن لم يتم الصلح فأخبروا أمكم أنه لا يلزمها شيء شرعاً وأنها لم ترتكب إثماً بمعاتبتها لأختها، وأن إثم القطيعة على تلك الأخت، فإنكم إن فعلتم ذلك سيذهب إن شاء الله عن أمكم ما تهمه من شأن قطيعة الرحم.

وننبهكم إلى أن الواجب عليكم صلة خالتكم على كل حال، ولا يحملنكم ما حدث بينكم وبين أمكم على قطيعتها، وتراجع الفتوى رقم: 45929.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني