الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يجوز أخذ نسخة من منتدى إنترنت مقابل الأجرة

السؤال

الإخوة القائمون على الموقع
اعذروني في طلبي منكم الرد بسرعة على استشارتي هذه جزاكم الله كل خير
إخوتي في الله
القصة وما فيها تتلخص كما يلي
اتفقت في السنة الماضية مع شخص كان من الأعزاء على قلبي على أن يقوم بافتتاح منتدى على موقعه على شبكة الانترنت واتفقنا في بداية الأمر على أن أكون المشرف العام على المنتدى وأن أساعده في نشر هذا المنتدى بما أملك من خبرة في هذا المجال
وبعد فترة من الزمن عرض علي أن يصبح المنتدى ملكية مشتركة بيني وبينه وبالحرف الواحد قال لي بأن المنتدى ملك لنا نحن الاثنين على أن أقوم بدعم المنتدى وأصبح مسؤولا عنه وعن إدارته وعن جذب الناس للكتابة فيه والمشاركة الفعالة فيه ، ويعلم الله أني قمت بواجبي على أتم وجه
خلال هذه الفترة كان هذا الشخص قد أخفى عن بعض أصدقائه موضوعا أنه قال لي بأن المنتدى ملكية مشتركة بيني وبينه هذه الملكية التي اعترف بها أمام أكثر من شخص ما عدا هؤلاء الأشخاص وحجته في ذلك أنهم إذا علموا أن المنتدى ملكية مشتركة بيني وبينه فإنهم سوف يهجرونه ويتركون المنتدى لا لسبب مقنع لا سمح الله ولكن لأنهم لا يكنون لي المحبة وهذا ما لا يد لي فيه
بعد أن عملت في هذا المنتدى أكثر من سنة ونصف وبعد أن نشر هؤلاء الأصدقاء الذين أخفى عنهم صديقي أن المنتدى ملكية مشتركة بعد أن اتهموني بالكذب والادعاء الكاذب بأني أملك هذا المنتدى وأنا ما كنت لأصرح بهذا إلا لأني أمارس فعل الملكية بشكل كامل مع صديقي وحتى إنه في إحدى المرات قال لي إنني المحاسب أمام الله أمام المنتدى لأنه لي وهو لا يتدخل فيه نهائيا
بعد كل هذا الكلام جاء صديقي وأنكر أن المنتدى ملكية مشتركة وقال لي بأني أنا من يدفع التكاليف وأنت لا تدفع شيئا من تكاليف المنتدى وبأنك لست سوى مشرف عام عليه ولا ملكية لك فيه
ولكنه بين الحين والآخر كان يعود عن كلامه حين أذكره بالله يعود ليقول نعم المنتدى ملك لك وأنا أريد فصل الشركة
سؤالي
هل إقراره بلسانه أن المنتدى ملكية مشتركة وبخط يده يعتبر إدانة له أمام الله سبحانه وتعالى
وماذا يترتب على إقراره بهذه الملكية في فترة من الفترات هل يترتب عليها أني مالك شرعي لهذا المنتدى ؟
أنا أبحث عن رأي الشرع ولا أبحث عن أي كسب مادي هل يوجد لي حق الملكية في هذا المنتدى الذي يموله هو وموجود على موقعه هو وكانت وظيفتي هي نشر المنتدى وجلب العالم إليه وإدارته على شرط أني المالك وأنا أمارس هذه الأفعال على أساس أني المالك
هل هذا المنتدى ملكية مشتركة بيننا أم لا
ومن ثم لقد قمنا بالاتفاق على أن نفصل المنتدى وأن آخذ نسخة منه إلى موقع خاص بي خلال شهر
وبعد خمسة أيام قال لي بأن عليك أن تنقل النسخة خلال ثلاثة أيام علما أن الاتفاق بيني وبينه خلال شهر
وأنا أجبته أن أي إخلال بهذا الاتفاق يبرئ ذمتي أمام الله منه وأني سوف أحاسبك شرعا على عملك هذا أمام الله
هل يحق له نقض الاتفاق وهو قد قام الآن بسحب عضويتي من المنتدى مكتفيا بإعطائي نسخة من المنتدى علما أن الاتفاق ينص على تحويل الزوار إلى موقعي مدة خمسة أيام من تاريخ نقلي خلال شهر
الآن هو قام بسحب عضويتي وإنكار الاتفاق
هل من نصيحة له ولي
جزاكم الله خيرا اهتموا بهذا السؤال فهناك الآلاف من الأشخاص في المنتدى ينتظرون حكمكم واستشارتكم
جزاكم الله كل خير وفي انتظار إجابتكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي يظهر لنا أن تمليكك لشيء من هذا المنتدى عوضا عن عملك فيه لا يصح، لما فيه من جهالة كبيرة، حيث إن قدر العمل المبذول غير معين، ومعلوم أن عقد المعاوضة يشترط فيه العلم بالعوض والمعوض.

وإذا لم يصح هذا التمليك فلك أجرة المثل خلال المدة التي عملت فيها بهذا المنتدى.

وإذا تراضيتما على أن يكون أخذك لنسخة من ملفات هذا المنتدى في مقابل أجرة المثل جاز ذلك، لأن الحق بينكما لا يعدوكما، فإذا تراضيتما على شيء جاز، وإذا تراضيتما على أن يكون أخذ نسخة من الملفات مقابل ما تستحقه من أجرة فلا يجوز لصاحب الموقع أن يخل بالاتفاق المتعلق بنقل المنتدى من موقعه، لعموم قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ {المائدة: 1}. وقوله صلى الله عليه وسلم: المسلمون عند شروطهم، فيما أحل. رواه الطبراني.

ونصيحتنا لكما أن تتقيا الله وأن تتطاوعا، وأن تحرصا على حل هذا الخلاف بصورة ودية تظللها معاني الأخوة في الله، ونذكركما بقوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ {الحجرات: 10}. وقوله: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {الشورى: 40}.

وقوله صلى الله عليه وسلم: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني