الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه

السؤال

لقد تعبت من كثرة إرسال سؤالي التالي إلى العديد من الشيوخ عبر الإنترنت، إلا أنه لغاية الآن لم أتلق أي رد من أي منهم.
لقد فقدت الأمل في شيوخنا المعاصرين، فمن واجبهم الإجابة على الأسئلة حتى لو كانت هذه الأسئلة سخيفة من وجهة نظرهم، فأنا فعلًا بحاجة لإجابة ماسة لسؤالي التالي:
ظهرت فكرة يروج لها الآن في الدول الأوروبية، وهذه الفكرة تقول بأن الدراسات أثبتت أن كلمة (الله) تعني إله القمر، وأن العرب قديمًا كانوا يعبدون الله على أنه إله القمر، بل ويريدون حذف كلمة الله من طبعات الإنجيل الجديدة في اللغة العربية، وذهبوا إلى أكثر من ذلك في إثبات فكرتهم، فمنهم من قال إن الكعبة هي قبلة المسلمين، لأنه لا يزال في داخلها بقايا من الآلهة الذين كانوا يعبدون أيام الجاهلية، وأن المسلمين لا يعبدون الله الذي يعبده اليهود والمسيحيون. فهل لكم أن توضحوا معنى كلمة (الله) في اللغة العربية من حيث المعنى وأصل الكلمة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه أفكار باطلة متهاوية وافتراءات شنيعة هدفها زعزعة الإيمان عند عوام المسلمين، والطعن في عقائدهم وثوابتهم، وهيهات هيهات، قال الله تعالى: يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {الصف: 8}. وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ {الأنفال: 36}.

أما كلمة (الله) فقال ابن منظور في لسان العرب: مأخوذ من أله يأله إذا تحير؛ لأن العقول تأله في عظمته... وقيل مأخوذ من أله يأله إلى كذا أي لجأ إليه، لأنه سبحانه المفزع الذي يلجأ إليه من كل أمر. انتهى. وقال ابن تيمية: الإله ما تألهه القلوب بالمحبة والتعظيم ونحو ذلك. انتهى. وقال ابن القيم: الصحيح أن الله أصله الإله كما هو قول سيبويه وجمهور أصحابه. انتهى.

وتقل ابن جرير الطبري في تفسيره أن ابن عباس قال: الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين. انتهى.

وأما ما أطلقه مشركوا العرب وغيرهم من المشركين على الآلهة الباطلة فكلمة (إله) وليس (الله) وكما تقول النصارى المسيح إله، أما إرادتهم حذف كلمة (الله) من الأناجيل فلا زال النصارى يخرجون على الناس في كل حين بطبعة جديدة فريدة ومنقحة من الإنجيل، فكلما أرادوا تحريف شيء أو زيادة شيء غيروا كتابهم المقدس!!

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني