الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل للجن والشياطين عقل

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيممن المعلوم أن الله اصطفى الإنسان بالعقل الذى يفكر به ويميز ويختار عكس الحيوان. والإنسان بهذا العقل أصبح مكلفا( عكس المجنون).والملائكة تطيع الله في جميع ما أمر به و لا تعصيه.فهل للجن و الشياطين عقل يميزون به كي يكونوا مكلفين أم ماذا لديهم من وسيلة للإدراك فتكون لهم حرية الاختيار؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما أشرت إليه من تكريم الله تعالى للإنسان أمر صحيح مقرر في شرع الله تعالى، كما قال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً {الإسراء: 70}.

ولا شك أن مناط التكليف للمكلفين عموما هوالعقل، فإذا فقد العقل سقط التكليف، ولهذا قال أهل العلم: إن الله تعالى إذا سلب ما وهب أسقط ما وجب.

وبما أن الجن مكلفون بإجماع أهل العلم، لقول الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات: 56}. وقوله تعالى: ............ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ {السجدة:13}.

فإن لهم عقلا يعرفون به ما يكلفون به من الأوامر والنواهي، وإدراكا يميزون به بين الحق والباطل.. وإلا لما استحقوا مدحا وثوابا على طاعة ولا ذما وعقابا على معصية.

وإذا لم يكن لهم عقل يميزون به بين الحق والباطل فلا يصح تكليفهم لأنه حينئذ من باب التكليف بالمحال وهو مستحيل.

وعلى هذا؛ فإن للجن والشياطين عقلا يميزون به وإلا لما كلفوا، ولكن الله تعالى خالقهم أعلم بمدى قوة هذا االعقل وكيفية الإدراك عندهم.

ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 4054.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني