الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل شارك اليهود النبي في حروبه ضد الكفار

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
هل شارك بعض اليهود مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في أي غزوة؟
ولكم الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن اليهود لم يشاركوا النبي صلى الله عليه وسلم في حرب من حروبه ضد الكفار، سواء كان ذلك دفاعاً عن المدينة أو خارجها، بل كانوا في الطرف الآخر مع أعداء الإسلام والمسلمين رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم عاهدهم عندما قدم المدينة وكتب بذلك الوثيقة المشهورة بينهم وبين المسلمين من جهة وبين فئات المسلمين وأهل المدينة عامة على أن عليهم جميعاً أن يدافعوا عن المدينة، كما ذكر ابن هشام في السيرة عن ابن إسحاق، ففي البند الحادي عشر من هذه الوثيقة: إن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة.

ومع ذلك لم يقم اليهود بالتزاماتهم وضاقوا ذرعاً بقبول عرب المدينة للإسلام وانتشاره بينهم، وعندما انتصر المسلمون على قريش في بدر لم يخفوا كراهيتهم لذلك الانتصار، وأصبحوا يهددون ويتوعدون المسلمين ويقولون لهم: لا يغرنكم أنكم لقيتم قوماً لا علم لهم بالحرب فأصبتم فرصة... وإنا والله إن حاربنا لتعلمون أنا نحن الناس، وقد ترجموا حقدهم على المسلمين عندما قدمت امرأة من العرب بجلب لها إلى سوق بني قينقاع فأرادوا أن يكشفوا عن وجهها فامتنعت فاحتالوا عليها حتى كشفوا عورتها فاستنجدت برجل مسلم كان في السوق فقتل الفاعل، فكان ذلك نقضا لعهدهم وسببا لنشوب الحرب بينهم وبين المسلمين.

ولم يشتركوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة من غزواته قبل ذلك عندما كان العهد قائماً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني