الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحلف على المصحف يزيد اليمين تأكيداً

السؤال

كنت على علاقة مع بنت الجيران، وكنت أقبلها مرة مرة عند كل لقاء وبعد مدة بدأت أشعر بالذنب فأقسمت ويدي محطوطة على القرآن الكريم على أن لا أقبلها مرة أخرى إلا بالحلال، ولكن بعد مدة رجعت إلى نفس العادة أي أقبلها مرة أخرى عند كل لقاء والآن ابتعدت عنها بصفة نهائية ولكن أشعر بألم في ذراعي الأيمن والرأس منذ أن أقسمت، أرجوكم أن تعطوني حلا لهذه المشكلة؟ وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك ربط علاقة محرمة مع البنت المذكورة بما في ذلك النظر إليها أو الخلوة بها وغير ذلك، وراجع الفتوى رقم: 1151.

وقد حنثت في يمينك، وكونها على المصحف مما يزيدها تأكيداً، فتجب عليك كفارة يمين واحدة ولو كررت ما حلفت عنه، إلا إذا نويت في يمينك تكرر الكفارة كل ما فعلت المحلوف عليه، وراجع الفتوى رقم: 10595.
وكفارة اليمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة مؤمنة، فإن عجزت عن أي واحد من الثلاثة تصوم ثلاثة أيام، وشعورك بالألم قد يكون عقوبة لك على تلك المعصية التي ارتكبتها، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة، وقد قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}.

فالحل لما وقعت فيه يكون بالمبادرة إلى الإكثار من الاستغفار، وتحقيق التوبة الصادقة، والاتصاف بتقوى الله تعالى، قال الله تعالى: ومن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}، وراجع الفتوى رقم: 5091، والفتوى رقم: 27048.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني