الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجرد وجود رائحة البول في الملابس لا أثر له

السؤال

لقد قرأت الفتوى رقم 51173 وأنا مثل هذه الفتاة بالضبط هل طبيعي فعلا أن تجد المرأة دائما رائحة ملابسها الداخلية بها بول فهذا يحدث معي كلما شممت ملابسي أجد بها رائحة بول مع أني أكون واضعة مناديل كحفاض ومع ذلك أجد رائحة ملابسي الداخلية بها بول وهل أستنجي وأنضح ماء علي ملابسي وإذا شككت بنزول بول أقول لنفسي أكيد هذا الماء من أثر النضح لكن هل أشم الموضع أم لا لكي أتأكد من أنه نزل بول فعلا أم لا ومن أصابه الوسواس في الصلاة أصبح لا يركز خالصا وينسى كثيرا جدا جدا هل ركع أم لا وهل هذه السجدة الأولي أم الثانية فقد قرأت كثيرا عن هذا الموضوع في الفتاوى من الموقع لكن ما أريد أن اعرفه فعلا هل يسجد للسهو أم لا يسجد فمرة أقرأ في الموقع إنه لا بد أن يسجد للسهو ومرة أخرى قرأت في الموقع أن الراجح أن لا يسجد للسهو فما الصحيح بالضبط هل يسجد كثير الشك للسهو أم لا يسجد وأرجو ألا تحيلني على أسئله أخرى وأن حضرتك تجاوب علي مباشرة وجزاك الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي لك الإعراض عما تشعرين به من وسوسة، فإن الإعراض عن الاسترسال في الوساوس له دور مهم في السلامة منها.

ووجود رائحة البول في ملابسك لا يترتب عليه وجوب غسلها، ولا بطلان الوضوء ما لم تتحققي من وجود البول حقيقة، بدليل ما ثبت في الصحيحين واللفظ لمسلم: شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، قال: لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا.

قال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث: وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه، وهي أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها. انتهى.

ولا يلزمك الاستنجاء ولا نضح الملابس بمجرد وجود رائحة البول فقط من غير تحقق وجوده، لكن إذا خشيت بعد البول حصول وسوسة فالمستحب نضح الماء على الفرج والسراويل قطعا لتلك الوسوسة.

وكلام أهل العلم هنا موجود في الفتوى التي اطلعت عليها، ومن كثر منه الشك حتى صار كالوسواس لا يلتفت إليه ولا يلزمه سجود سهو، هذا هو الراجح من كلام أهل العلم كما ذكرنا في الفتوى رقم: 58257 إجابة على سؤال سابق.

واله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني