الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل المباح الناشئ عن عقد مشترى بمال حرام

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أما بعد:
أنا شاب مغربي مقيم في بلجيكا منذ ستة أعوام، المشكلة أني عندما كنت في المغرب كنت ألعب القمار كثيراً، مرة ربحت عشرة ملايين سنتيم مغربية أي ما تعادل عشرة آلاف يورو، اشتريت عقد عمل لمدة سنتين في الفلاحة هنا في بلجيكا بخمسة ملايين، ووضعت خمسة الملايين الباقية في البنك لحد الآن لم أخرج منها ولو سنتيم، ولله الحمد التقيت هنا في بلجيكا بإخوة فلسطينين فهداني الله على أيديهم وتزوجت بلجيكية أسلمت على يدي ولله الحمد، سؤالي جزاكم الله خيراً: لقد اشتريت عقد عمل بالمال الحرام، هل مال هذا العمل حرام، وماذا أفعل بالخمسة ملايين الباقية في البنك، أنا في حيرة من نفسي، لأن الله سبحانه وتعالى سوف يسألني يوم القيامة عن المال من أين اكتسبته، أرجو من الله أن تكون الإجابة سريعة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية نهنئك على التوبة، ونسأل الله أن يتقبلها منك وأن يوفقك إلى ما يحبه ويرضاه، وإذا كان العمل الذي تعمله في ذاته مباحاً، فالمال الناشيء منه حلال، ولا يؤثر في ذلك كونك قد تحصلت على عقد هذا العمل بمال حرام، لأن هذا المال ناشئ عن عمل مباح، وليس مقابل شراء العقد، وهذا ما يسميه بعض أهل العلم بانفكاك الجهتين، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 31690.

وما أنفقت من المال المحرم الناشئ عن الميسر، فنسأل الله أن يعفو عنك، وأما ما بقى منه في يدك فقد اختلف فيه أنظار العلماء، وقد بسطنا تفصيل ذلك مع بيان الراجح في الفتوى رقم: 57390.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني