الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المرجع في تقدير إباحة الإجهاض

السؤال

أنا عندي طفلتان والحمد الله وزوجتي تعاني من مرض الصدفية منذ أكثر من خمسة أعوام وهو مرض جلدي من الأمراض المزمنة وليس له علاج نهائي في أي مكان في العالم وظهر عندها بعد ما أنجبنا طفلتنا الأولى وطوال الخمس سنوات الماضية تدخل المستشفى باستمرار للعلاج بالكيماوي أو بالكيرتوزون وقد دخلت المستشفى من شهر 9 حتى شهر 11 العام الماضي وبعد ما خرجت من المستشفى اكتشفنا أنها حامل في حوالي شهر ونصف وهي لا تقدر على تحمل حمل وولادة مرة ثالثة وكان لا بد من أن تدخل المستشفى مرة أخرى للعلاج بالكيماوي ولكن عندما علموا في المستشفى أنها حامل قالوا إن الكيماوي سوف يشوهه الجنين مع العلم أنها الآن في حالة صعبة جداً ولا تقدر على الحركة من المرض المنتشر بجميع أجزاء جسدها ولا تقدر على خدمة أولادها الصغار وعلى شئون المنزل فكان لا بد من إجراء عملية إجهاض للجنين فقمنا بعمل هذه العملية وبعد ذلك دخلت المستشفى والآن تعالج بالكيماوي مع العلم العلاج بالكيماوي والكيرتوزون ليس علاجا نهائيا ولكن علاج لمدة سنة تقريباً ثم نعود للعلاج مرة أخرى بنفس العلاج ، مع العلم أن ابنتنا الكبرى عندها ست سنوات وهي في سنة أولى ابتدائي ومحتاجة إلى رعاية واهتمام بالدراسة وابنتنا الثانية عندها سنة واحدة وثلاثة أشهر ولا تستطيع أمها رعايتها لكثرة مرضها الدائم والذى يحتاج دائماً أن يكون أحد بجانبها لرعايتها وخدمتها هي وأطفالنا ، وأحب أن أعرف رأي الدين في عملية الإجهاض لغرض سلامة الأم الصحية وصعوبة تحملها الحمل والإنجاب مع مرضها هذا ، وأحب أن أعرفكم بأن ابنتنا الأولى دائماً متواجدة مع خالتها في العام الدراسي وذلك لرعايتها دراسياً لعدم قدرة أمها على رعايتها وكل هذا يؤثر على الحالة النفسية لزوجتي وابنتي الكبرى وعلى حياتنا كلها

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أن الإجهاض محرم شرعا، لأن فيه إزهاقا لنسمة خلقها الله تعالى، لكن إن خيف على حياة الأم من بقاء الجنين في بطنها جاز إجهاضه لذلك الغرض، لأن المحافظة على شخص محقق الحياة أولى من المحافظة على من هو مظنون الحياة، والذي يقرر هذا هم الأطباء المتخصصون وحدهم، وانظر الفتوى رقم: 2222 والفتوى رقم: 2219.

وعلى هذا، فما دامت زوجتك بهذه الحال الذي وصفت وحكم الأطباء بضرورة الإجهاض فلا حرج إن شاء الله تعالى فيما أقدمت عليه زوجتك من الإجهاض.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني