الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مذاهب الفقهاء في موضع اليدين حال القيام في الصلاة

السؤال

في العادة في تونس نصلي ولا نضع الأيدي على الصدر وأنا أضع يدي على الصدر والدي يأمرني أن لا أضع يدي على الصدر فماذا أفعل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فوضع اليد اليمنى على اليسرى وعلى الصدر أي أسفله سنة من سنن الصلاة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مذهب الشافعية، ومذهب الحنفية والحنابلة أنه يضعهما تحت سرته، والمعتمد من مذهب المالكية إرسالهما وعدم القبض وذلك رواية عن مالك. والرواية الثانية عنه الضم ـ أي قبضهما ـ وتوضعان تحت الصدر وفوق السرة. وإرسال اليدين ليس محرما بل هو المطلوب عند المالكية على المشهور كما ذكرنا، ولو كان والدك يتضايق من الضم فطاعته مقدمة على فعل هذه السنة.

وننصحك بالتلطف معه في بيان الراجح من أقوال أهل العلم، وتذكره بالأحاديث الواردة في ذلك، ومنها حديث وائل بن حجر عند النسائي بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان قائما في الصلاة قبض يمينه على شماله. وفي رواية له أيضا ولأبي داود بإسناد صحيح عن وائل أنه: رأى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما كبر للإحرام وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد. وروى ابن خزيمة في صحيحه عن وائل بن حجر قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره. وروي عن طاووس مرسلا قال: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على يده اليسرى ثم يشدهما على صدره وهو في الصلاة. ذكره ابن عبد البر في التمهيد. يمكن أن تذكر لوالدك أن القبض ـ وضع اليد اليمنى على اليسرى ـ مروي عن مالك، وقد صحح تلك كثير من علماء المالكية. انظر الفتوى رقم: 2591.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني