الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم كثيرة من وراء تحريم تناول الخنزير والميتة

السؤال

أنا مسلم وأجد صعوبة في الإجابة على أسئلة غير المسلمين:1- الجيلاتين حلال أم حرام؟2- لماذا يحرم الإسلام الخنزير؟3- لماذا يحرم لحم الحيوان المصروع، أريد أدلة علمية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على السائل الكريم أن يهون على نفسه ولا يتعبها في طلب الإجابة على هذا النوع من الأسئلة، فبمقتضى عقيدة المسلم يعلم يقيناً أن الله تعالى الذي خلق كل ما في هذه الأرض لعباده، إما انتفاعاً وإما اعتباراً وإما اختباراً، لم يحرم عليهم شيئاً إلا لحكمة ومصلحة تعود إليهم عاجلاً أو آجلاً، سواء عليه علم تلك الحكمة أو لم يعلمها، شعاره قول الله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ {الأحزاب:36}، ولا مانع شرعاً أن يبحث المسلم عن الحكمة بعد أن يسلم بالحكم ويقول: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا..{البقرة:285}.

والقاعدة العامة في التحليل والتحريم في الشرع: أن الطيب النافع حلال، وأن الخبيث الضار حرام، ومن صفات النبي صلى الله عليه وسلم البارزة التي وصف بها في الكتب المتقدمة أنه يحل لأتباعه الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، كما قال الله تعالى في وصفه: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ {الأعراف:157}.

وهناك حكم ظاهرة -والتي ظهرت أكثر في هذا العصر- في تحريم الإسلام للميتة ولحم الخنزير، فالميتة مع ما فيها من الأضرار تعافها نفس الإنسان السوي بالفطرة، وحتى بعض الحيوانات المفترسة لا تأكل الميتة إلا إذا افترستها بنفسها.

ولهذا فإن مادة الجلاتين إذا كانت من الميتة فإنها لا تحل لخبثها وقذارتها، أما إذا كانت من المباح المذكى فإنها حلال، كما سبق بيانه في الفتاوى التالية: 30822، 35102.

وأما الخنزير فلم يعد هناك مجال للشك في خبثه وقذارته وأضراره النفسية والبدنية على من يتناوله، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الأضرار بقوله: ... فَإِنَّهُ رِجْسٌ ... {الأنعام:145}، وقد فصلنا الإجابة عن هذا في الفتوى رقم: 9791، نرجو من السائل الكريم أن يطلع عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني