الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسألة مآل ذراري المسلمين والمشركين

السؤال

هل قوله عليه الصلاة والسلام (هم من آبائهم) في الحديث الذي رواه أبو داوود عن عائشة, في الآخرة أي تبع لهم في الآخرة في النار, وما الجمع بينه في هذه الحالة وقوله في الحديث الذي رواه البخاري(وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله! وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأولاد المشركين), وكذلك الحديث الذي في صحيح الجامع الصغير(أولاد المشركين خدم أهل الجنة) والحديث الذي في السلسلة الصحيحة (ألا إن خياركم أبناء المشركين), الرجاء منكم الإجابة عن كل فقرة بالتفصيل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلعل السائل يقصد حديث أبي داود المذكور في باب أولاد المشركين.

فقد روى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله؛ ذراري المؤمنين؟ فقال: هم من آبائهم، فقلت: يا رسول الله، بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين، قلت: يا رسول الله، فنراري المشركين؟ قال: من آبائهم، قلت: بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين. والحديث صححه الألباني.

ومعنى الحديث: أن لهم حكم آبائهم، كذا قال صاحب النهاية، وصاحب عون المعبود في شرح سنن أبي داود، ويؤيد ذلك الرواية الأخرى هم مع آبائهم، وهذا يفيد أنهم في النار.

والمسألة مختلف فيها.

وقد جمع الأقوال فيها ابن عبد البر في التمهيد والاستذكار، وابن حجر في الفتح ، والعيني في عمدة القارئ، وابن القيم في طريق الهجرتين فلتراجع.

وقد ذكرنا كلام أهل العلم في ذلك، وتوفيقهم بين الحديث وحديث البخاري وحديث صحيح الجامع المذكورين في السؤال في عدة فتاوى، فراجع منها الفتاوى التالية أرقامها: 51768، 17761، 2740، 28581.

وأما حديث أحمد والطبراني والبيهقي: ألا إن خياركم أبناء المشركين.

فإنه إنما أراد أنهم لا يقتلون مع آبائهم في حال تميزهم، فلما احتج عليه أنهم من آباء المشركين احتج عليهم بأنهم يمكن إسلامهم إذا كبروا، واستدل لذلك بواقع الصحابة فخيارهم كان آباؤهم مشركين كعمر بن الخطاب وعمرو بن العاص وعكرمة بن أبي جهل وخالد بن الوليد وغيرهم.

هذا ويتعين على طلاب العلم أن يكلوا أمر من سبق أن مات من أولاد المشركين إلى الله تعالى، وينشطوا في السعي في هداية أبناء المسلمين والمشركين في هذا العصر، وأن يحبطوا أعمال الكفار الساعين في إخراج أبناء المسلمين المعاصرين من الإسلام، فليسعوا في إيجاد برامج إعلامية عبر القنوات والإنترنت تربي الصبيان على الإيمان ويدخلوها في بيوت العالم وينشطوا من أمكنه ودراسة العلم الشرعي من أهل الذكاء حتى يستفيد ويفيد في المستقبل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني