الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهدية والكلمة الطيبة خير من تقليل زيارة الأقارب

السؤال

هل أنا آثمة إن قللت زياراتي وقيامي بالواجب تجاه أهل زوجي، وأقصد أخته الوحيدة؟ حيث إنني منذ أن تزوجت منذ 12 عامًا وأنا أشاركها وأزورها في مناسباتها، وأشاركها أفراحها وأحزانها، ولكن في المقابل لا تأتي إلا إذا كان لها حاجة عند أخيها، ولا تسأل عني وعن أبنائي، عكس بقية زوجات إخوانها، ولا أعلم هل لأني لا أعاتبها؟ أم أنها لا تريدني إن أنا وصلتها لإرضاء زوجي؟ ولأنها عمة أبنائي، وأخشى إن قاطعتها يقاطعها أبنائي. فهل أنا آثمة إن فعلت؟ وهل آثم إن أردت حفظ كرامتي؟ علمًا بأن زوجي دائمًا يمنعني من زيارتها، لأنه يقول: أختي وأعرفها.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا نرشدك إلى حسن التعامل مع هذه المرأة، فهي فضلاً عن كونها مسلمة لها حق العشرة الطيبة، فهي أخت زوجك، وعمة أبنائك، فالأولى الصبر على أخلاقها، والإحسان إليها ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.

ولا شك أنك إن دمت على ذلك وقدمت لها بعض الهدايا الخفيفة في المناسبات سترعوي وتنتبه إلى قبيح خلقها.

ونذكرك بقول الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت:34]، ومع هذا كله، فلا تأثمين إن أنت أقللت من زيارتها أو عاملتِها بمثل معاملتها لك، ما لم يصل الأمر إلى الهجران والمقاطعة.

ولكنا نوصي مرة أخرى بالإحسان إلى هذه المرأة، وعدم معاملتها بالمثل، لما قد ينشأ عن ذلك من تقاطع وتدابر، وقد يسري ذلك إلى الأسرة بالكامل.

نسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يؤلف بين قلوبهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني