الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الكرامة والاستدراج

السؤال

بداية أسأل الله أن يجزيكم عنا خيرا ويجعل فتواكم وإرشادكم لنا لما فيه الخير في ميزان حسناتكم .
باختصار سأعرض على فضيلتكم بعض الظواهر والتي كانت تحدث لزوجتي منذ عدة سنوات قبل زواجنا ثم انقطعت فجأة راجيا أن تفيدونا بعلمكم عن مدلول هذه الظواهر فزوجتي ملتزمة منذ صغرها ولا تترك فرضا إلا أن التزامها في ذلك الحين لم يكن كاملا في سن مبكر فقد كانت تضعف أحيانا لسماع الأغاني ورؤية الأفلام جهلا منها بمعارضة لذلك لديننا الحنيف وقد بدأت ترى في اليقظة خلال هذه الفترة ( 17 : 20 سنة ) بعض الأشياء عندما تكون بمفردها رؤيا العين دون وهم أو خيال أو نعاس ومنها
1) نور ساطع إلى درجة أنه يكاد يؤذي البصر خرج من يدها اليمنى
2) رأت ذات مرة ثلاثة قناديل منيرة ومعلقة في الهواء أحدهم فوق رأسها ولكنها كانت تبدو كما لو كانت شفافة أو غير ظاهرة تماما
3) ترى مرارا كلمة لا إله إلا الله أو لفظ الجلالة مكتوبة بالسحاب في السماء ليلا بشكل واضح جدا
4) روت لي أمها أنها دخلت عليها ذات مرة وكانت نائمة على ظهرها وقد أحاطها كلها نور أظهرها في حين كان باقي الغرفة مظلم تماما
4) ترى مرارا الكعبة المشرفة ماثلة أمامها تتلألأ بأنوار مبهرة
هذا إضافة إلى رؤيا متعددة تأتيها في المنام وكان أهمها أنها رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب عليها ماء زمزم عند الكعبة المشرفة وقد مرت سنوات على هذه الظواهر ثم انقطعت عنها تماما وهي تبلغ الآن 25 عاما وقد انتقبت قبل تعارفنا وهي ملتزمة الآن التزاما كاملا إلا أن ما كانت تراه يؤرقها وتظنه خيرا قد انقطع عنها وقد اختصرت لفضيلتكم أهم ما روت لي وهي إنسانة قد أثبتت عشرتي لها أنها صادقة عاقلة تراقب الله وتخشاه ورحيمة جدا بالفقراء وكبار السن واليتامى ( وهي يتيمة الأب )
آمل منكم أن تفيدونا بعلمكم عن ما سبق وجزاكم الله خير الجزاء

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دامت زوجتك مستقيمة وصادقة وفيها من الأوصاف الحميدة ما ذكرت، فنرجو أن يكون ما حصل لها هو كرامة من كرامات أولياء الله الصالحين.

وخاصة رؤيتها في النوم للكعبة الشريفة ورؤيتها للنبي صلى الله عليه وسلم، فرؤية هذه الأمور كلها خير إن شاء الله تعالى.

فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من رآني في المنام فكأنما رءاني في اليقظة. وفي رواية: فإن الشيطان لا يتمثل بي.

وفي رواية: فقد رأى الحق.

قال العلماء: هذا إذا رأى الشخص النبي صلى الله عليه وسلم على صفته المعروفة التي وردت في سنته وفي سيرته صلى الله عليه وسلم.

ولهذا فنوصي هذه الأخت وغيرها بتقوى الله تعالى واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الصالح الذين كانوا يعتبرون الكرامة الكبرى هي الاستقامة واتباع السنة، والفرق بين الكرامة والاستدراج كما قال أهل العلم: إن صاحب الكرامة مستقيم على شرع الله تعالى متبع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وأما المستدرج فهو صاحب معصية وبدعة وعدم اتباع واستقامة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني