الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في شركة تبيع المشروبات الكحولية

السؤال

أخي في الله يراودني سؤال دائما حول الحكم الشرعي لعملي حيث إني أشتغل في شركة جميع مداخيلها متأتية من المأكولات والمشروبات العادية, الغازية والكحولية، مع العلم بأن طبيعة عملي هي كمسؤول عن نقطة بيع وأضطر أحيانا إلى لمس بعض المشروبات الكحولية، مع العلم أيضا أني المسؤول الوحيد عن عائلتنا (أمي- 3بنات- وأخ) ما زالوا يزاولون تعليمهم، فظروفنا صعبة ولا يمكنني ترك عملي لأن البطالة متفشية في بلادنا، لذا أرجو من حضرتكم توجيهي نحو الحكم الشرعي لعملي ودمتم في حفظ الله وعونه، ملاحظة: إن جهاز الحاسوب الذي أشتغل عليه لا يحتوي على اللغة العربية لذا أرجوا مراسلتي باللغة الفرنسية إن أمكن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اشتمل سؤالك على أمور:

الأمر الأول: حكم العمل في الشركة المذكورة، ولذلك حالتان:

الحالة الأولى: أن يكون عملك في الأنواع المباحة ولا يمت عملك إلى الخمر أو الحرام بصلة فلا حرج عليك في ذلك.

والحالة الثانية: أن يكون عملك في المباح والخمر معا أو كان لعملك صلة بالخمر أو الحرام فلا يجوز لك العمل في ذلك لأنه من الإعانة على الحرام، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها. رواه أبو داود.

والأمر الثاني: هل ما ذكرته من إعالة أمك وإخوانك يبيح لك العمل في الحرام؟ والجواب: أنه إن بلغ بكم الأمر حد الضرورة بحيث لو لم تستمر في عملك لهلكتم أو قاربتم الهلاك، وليس هناك بديل من الحلال فلا حرج عليك في البقاء بقدر الحاجة مع البحث المستمر على عمل آخر مباح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني