الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تناول المتغير من المأكولات

السؤال

هناك نوع من الجبن يأكله عادة المصريون، وعندما أكلته كان نتنا ورائحته كريهة لدرجة أنني شتمت هذا الطعام ولكن قيل لى إنه يتم تخزينه تحت الأرض لمدة تزيد عن سنة وشهور، أرجو أن توضحوا لي هل هذا شيء طيب حلال أكله أم هو خبيث لا يحل أن نأكله؟ وبارك الله فيكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان نتن هذا الجبن لا يحصل به ضرر للآكل فهو مباح إن لم يكن في أصل مادته التي صنع منها ما هومحرم، وقد حرم الله تعالى الخبائث وأحل الطيبات، كما قال تعالى: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ {الأعراف: 157} والمراد بالطيبات كل ما أحل الله، والمراد بالخبائث كل ما حرم الله، كذا قال ابن كثير في التفسير.

وأما تغير رائحة المادة المباحة في الأصل فلا يحرمها ما لم يكن فيها ضرر، ويدل لذلك ما في الحديث أن يهوديا دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.

والإهالة السنخة معناها الدهن المتغير لقدمه.

وفي البخاري أن الصحابة في الخندق كانوا يؤتون بملء كف من الشعير فيصنع لهم بإهالة سنخة توضع بين يدي القوم والقوم جياع وهي بشعة في الحلق ولها ريح منتن، كما يدل عليه أيضا جواز أكل البصل والثوم وهما منتنان بل ومؤذيان في بعض الحالات.

هذا، ولا حرج أن يترك الإنسان أكل ما تعافه نفسه كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم أكل الضب لأنه لم يكن معتادا عليه فعافه، ولكن أكله خالد بن الوليد بحضرته ولم ينكر عليه كما في حديث الصحيحين.

وراجع للزيادة في حكم المتغير من المأكولات، وفي حكم الجبن الفتاوى التالية أرقامها: 634، 28550، 51299، 40536، 48111.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني