الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على اليد ما أخذت حتى تؤديه

السؤال

أنا محام في المهنة، متزوج وأب لـ 3 بنات، دخلت من قبل 3 سنوات أنا وعائلتي في وضع مالي شديد المرارة والصعوبة، أصبحت مديونا لكثير من الناس حتى الآن، كان لي بعض القضايا قبل هذا الوضع، وأنا أعيش المرارة الشديدة مع أولادي وعائلتي استلمت مبلغ نقود من بعض القضايا, شاءت الظروف المرة لي أن أستهلك هذا المبلغ لأغراض ضروريه للغاية وأنا في الحين نفسه كانت لدي النية أن أعطي المبلغ لصاحبه وحتى الآن لم أستطع استرجاع المبلغ وحالتي الصحية (النفسية) والمادية دائما إلى الوراء, بعباره أخرى: لم أجد توفيقا في أي عمل وخطواتي اليومية إلى الفشل دائما لماذا، أنا لي النية الصافية في إرجاع المبلغ لصاحبه, أفي ذلك ضد للشرع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلتعلم أيها الأخ السائل أن الأرزاق مقسومة مضمونة من الله تعالى، فقد قال تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا {هود:6}.

كما أن السعة في المال ليست دليلاً على رضا الله عن عبده، وكذلك ضيق ذات اليد ليس دليلاً على سخط الله عليه، وليس الفقر دليلاً على الفشل كما أن الغنى ليس دليلاً على النجاح، وقد بينا ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 51063، 63477، 60227، 54532.

ولا يتصور أن إرجاع المبلغ إلى صاحبه يتنافى مع الشرع، ولكن الأمور بيد الله يصرفها كيف يشاء لحكم بالغة قد لا يدركها جميع الناس، ولمعرفة حكم العمل في مهنة المحاماة راجع الفتوى رقم: 18505.

ونسأل الله تعالى أن يقضي عنك دينك وأن ييسر لك أمرك، هذا واعلم أن المبلغ الذي أخذته من الرجل المذكور لا يجوز لك أن تنفقه على نفسك لأنه لم يأذن لك في ذلك فإن فعلت فقد عصيت ويلزمك ضمانه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني