الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اشتراك النساء في مجلس شورى المسجد

السؤال

لى أخ يعيش بأمريكا وقد قام مع عدد من المسلمين من جنسيات مختلفه بإيجار مكان لأداء صلاة الجمعة ويقوم كل منهم بدفع نصيبه من الإيجار ولما زاد عدد المصلين زادت بالتالى حصيلة المبالغ التى يدفعها المصلون فأتفقوا على تكوين مجلس للشورى لبحث مصادر صرف المبالغ الزائدة عن قيمة الإيجار ولما كان من بين المصلين أخوات مسلمات فقد رأى البعض مشاركتهن فى مجلس الشورى هذا بينما رأى البعض الأخر أن هذا لايجوز من الناحية الدينية.برجاء إرسال رأيكم عن مدى صلاحية اشتراك المرأه في مجلس الشورى هذا من الناحية الدينية ؟ولكم جزيل الشكر...السلام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا مانع من استشارة النساء العاقلات ذوات الرأي السديد فيما يمكن أن يفدن فيه من أمور المسلمين والأخذ برأيهن الموافق للصواب مع الالتزام بالضوابط الشرعية في التعامل مع الرجال ومخالطتهم . فقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي أم سلمة رضي الله عنها في الحديبية وقد صار هذا دليلاً لجواز استشارة المرأة الفاضلة، وقد أخذ الرجل الصالح برأي بنته لما أشارت عليه باستئجار موسى عليه السلام فقالت : يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ . وفي الصحيحين من حديث أم عطية رضي الله عنها عندما غسلت بنته زينب قال لهن النبي صلى الله عليه وسلم : اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر . فقد اعتبر رأيهن في ذلك .

وقد استشار عبدالرحمن بن عوف الرجال والنساء في موضوع اختيار الخليفة بعد عمر كما ذكره ابن كثير في البداية ، واستشار عمر حفصة في شأن تحديد مدة غيبة الرجل عن زوجته، ولكنا ننبه إلى أن الأولى للنساء أن يصلين في بيوتهن إذ صلاتهن في البيوت أفضل من الصلاة خلف النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده كما في حديث أم حميد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : صلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي . رواه الإمام أحمد وابن خزيمة وابن حبان وحسنه الألباني والأرناؤوط . كما ننبه إلى ضرورة الالتزام بالشرع عند استشارة النساء والبعد عما يؤدي للريبة والسوء والخلوة بالأجانب والنظر المحرم. فالأصل هو قرار المرأة في البيت والكلام معها من وراء حجاب بشرط عدم الخضوع بالقول لقوله تعالى : فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ {الأحزاب 32 ــ 33 } ولقوله تعالى : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ {الأحزاب: 53 }

ويجوز أن يجلس مجموعة من النساء مع الرجال في قاعة واحدة للتشاور ويكون كل منهما في ناحية ويلتزم النساء بالستر والرجال بغض البصر عن الحرام، كما كان الصحابة يجتمعون في المسجد النبوي ويكون النساء خلف الرجال، وأولى من هذا أن يسأل النساء عن آرائهن بواسطة أزواجهن أو محارمهن. وراجع الفتاوى التالية أرقامها : 22064 //48092 //40566 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني