الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: ولذكرالله أكبر

السؤال

ما المراد من قوله تعالى: ولذكر الله أكبر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمعنى قوله تعالى: ولذكر الله أكبر. [ العنكبوت:45 ]. فيه عدة أقوال، ذكرها صاحب زاد المسير في علم التفسير.

فقال: ولذكر الله أكبر. فيه أربعة أقوال:

أحدها: ولذكر الله إياكم، أكبر من ذكركم إياه. رواه ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبه قال ابن عباس، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد في آخرين.

والثاني: ولذكر الله أفضل من كل شيء سواه. وهذا مذهب أبي الدرداء، وسلمان، وقتادة.

والثالث: ولذكر الله في الصلاة، أكبر مما نهاك عنه من الفحشاء والمنكر. قاله عبد الله بن عون.

والرابع: ولذكر الله العبد -ما كان في صلاته- أكبر من ذكر العبد لله، قاله ابن قتيبة. انتهى.

ويشهد للقول الأول قوله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ {البقرة:152}، وقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله -تعالى- في الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني: فإن ذكرني في نفسه؛ ذكرته في نفسي. وإن ذكرني في ملأ؛ ذكرته في ملأ خير منهم. متفق عليه.
وروى البيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن ربيعة قال: سألني ابن عباس -رضي الله عنهما- عن قول الله: ولذكر الله أكبر. فقلت: ذكر الله بالتسبيح والتهليل والتكبير، قال: لا. ذكر الله إياكم، أكبر من ذكركم إياه، ثم قرأ: اذكروني أذكركم. اهـ.

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: ذكر الله للعبد، أكبر من ذكر العبد لله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني