الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجزئ في كفارة الجماع للصائم صوم أيام الإثنين والخميس من كل أسبوع فقط

السؤال

أنا خريج جامعة عين شمس كلية الآداب قسم يوناني ولاتيني متزوج ولدى أربعة أطفال الموضوع: الفترة الأولى: لا أعلم كيف أبدأ سرد الموضوع يبدأ الموضوع، عندما كنت في الجامعة جلست في الجامعة من عام 1983 إلى عام 1992 كنت لوحدى في مصر وفى سن المراهقة وكنت متعرفا على بعض الأصدقاء ربنا يهدي الجميع علموني شرب الخمر والسير مع البنات وقد ارتكبت الزنا أكثر من عشرة مرات في ظل هذه الظروف التي تواجدت بها وكان تفكيري في هذا الوقت مشوشا وبعدت عن الله بعض الأوقات وكنت أرجع في بعض الأحيان إلى الله ولكن الشيطان كان يردني. ثانيا: إلى إن تخرجت من الجامعة عام 1992.
الفترة الثانية: تخرجت من الجامعة واستمررت أيضا بهذا الأسلوب في الحياة حتى شاء الله أني أسافر إلى السعودية للعمل عام 1996وبدأت أتقرب إلى الله وأحاول أن أستغفر لذنوبي وحججت أربع مرات وعملت عددا كثيرا من العمرات لا أستطيع أن أحصرها فهي كثيرة وكنت أدعو الله بالتوبة.
الفترة الثالثة: تعرفت عام 1999 على بنت أندونيسية وسامحني الله فقد ضعفت ومارست معها الزنا خمس مرات تقريبا خلال هذا العام وقد حملت وأجهضت ليس بمعرفتي ولم أتدخل في هذه العملية نهائيا حيث إنى أعلم أنها قتل نفس وكان في الشهر الثاني في الحمل.
الفترة الرابعة: تزوجت آخر عام 1999 والحمد لله ربنا أعطاني زوجة صالحة لي وقد رزقني الله منها هشام عمره الآن خمس سنين ونصف وعمر ثلاث سنين وحازم ثلاثة أشهر وفرح ثلاثة أشهر، ولكن خلال هذه الفترة قد ارتكبت بعض الأخطاء خاصة في أول سنة زواج أني نمت مع زوجتي في شهر رمضان وأنا صائم خمس مرات تقريبا، وأيضا أنى أدخلت إلى بيتي فلوسا حراما ولا أعلم كم هي حيث إني أعمل مندوبا في إحدى الشركات ونأخذ عينات من البضاعة لنعمل الدعاية اللازمة للمنتجات، ولكني في بعض الأحيان كنت أبيع هذه العينات، قد قمت ببعض الأعمال الخيرية من تفريق الصدقة، وقد عملت خلال فترة زواجي عددا كثيرا من العمرات لا أذكر عددها، السؤال: كيف أتوب توبة كاملة عن كل هذه المعاصي التي أتيت بها حيث إنى نادم بشكل كبير ولا أستطيع النوم وبقي لي في هذه الحالة من عدم النوم ما يقرب لشهرين إلى الآن وأتذكر كل هذه المعاصي وأريد أن أتوب مع أنى جسمانيا لا أستطيع أن أصوم صوما مستمرا، فهل أصوم اثنين وخميس على طول مع إطعام عدد من المساكين ألف مسكين أم هذا حل سهل وأني أرى الحلول السهلة فقط مع أني والله العظيم أريد التوبة والمغفرة قبل أن ألاقي ربي يوم القيامة، فإني نادم على كل ما عملت، أرجوكم أفيدوني ماذا أعمل حتى أكفر عن هذه المعاصي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يثبتك ويتوب عليك، ويعينك على الاستقامة ما حييت، واعلم أن الذي أقدمت عليه ومارسته فترة طويلة من الزمن هو من كبائر الذنوب، والحمد لله الذي منَّ عليك بالتوبة منها قبل أن تموت على تلك الحال، فتكون مستحقا للعذاب الشديد والسخط من الله تعالى.

واعلم أن التوبة تجبُّ ما قبلها كائناً ما كان، وقد تنقلب الذنوب حسنات إذا حسنت التوبة وصحبها الإيمان والعمل الصالح، قال الله تعالى: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الفرقان:70}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه، وحسنه ابن حجر. ولك أن تراجع في شروط التوبة فتوانا رقم: 5450.

ثم اعلم أنك إذا كنت قد جامعت زوجتك في نهار رمضان فإن عليك بكل يوم جامعتها فيه كفارة، ولا يكفي عن هذه الكفارة أن تصوم أيام الاثنين والخميس، ولكنك إذا كنت عاجزاً عن صيام شهرين متتابعين جاز لك أن تطعم ستين مسكيناً عن كل يوم، ولك أن تراجع في ذلك فتوانا رقم: 1352.

وبالنسبة للفلوس التي أخذتها فلا بد من ردها إلى أصحابها، لكن بالطريقة التي تناسبك، ولك أن تراجع في ذلك أيضاً فتوانا رقم: 30820.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني