الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البر واجب وإن كان هناك تقصير أو جفاء

السؤال

أنا فتاة تربيت في بيت جدتي وهي أم أمي بعد ما انفصل كل من أبي وأمي ثم تزوج أبي من امرأة أخري وتزوجت أمي من رجل آخر وكل منهما له أبناء وتركني والدي وأنا عمري 25 يوما ولم يسأل عني من ذلك اليوم حتى كبرت ثم ذهب خالي إلي أبي وقال له قم بزيارة ابنتك التي هي أنا واسأل عنها، ثم جاء والدي لزيارتي ومن بعدها لم أره حتى تعودت علي عدم وجوده ثم قمت بزيارة أبي في بيته فأحسست أنه لا يهتم بي ورأيت أنه يهتم بإخوتي من زوجته الثانية أكثر مني فقررت أن لا أزوره مرة ثانية فبغضته بغضا شديدا على عدم الاهتمام بي والسؤال عني والإنفاق علي وكان والدي يسكن في الريف حيث ما أنا أسكن في الريف ثم انتقل إلى العاصمة ولم أسمع بانتقاله إلا بعد سنة ولم يأت لكي يودعني أو يسلم علي أو يترك لي عنوانه في العاصمة فأنا أريد منكم بارك الله فيكم الرأي الصحيح وما هو الواجب علي فعله نحو أبي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أن المسلم حين يطيع والديه إنما يقصد أولا من ذلك أن يكسب الأجر من الله تعالى، وأن ينال رضا الله سبحانه، ويفوز بحسن الجزاء، فإن كنت ترغبين في رضا الله تعالى، فلا تلتفتي إلى كيد الشيطان الذي يريد أن يحرمك الخير ويسد عليك بابا من أبواب الجنة، فإن الأب أوسط أبواب الجنة، ففي سنن الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد.

وفي الترمذي أيضا من حديث أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه.

والأب حقه عظيم وإن قصر هو في التواصل معك، أو لمست منه جفاء في التعامل معك، ولذا فإننا ننصحك بسرعة التواصل معه والتماس رضاه بالكلمة الطيبة والاتصال الهاتفي والهدية والزيارة إن تمكنت من ذلك. وفقك الله لمرضاته.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني