الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تستجلب محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

السؤال

سؤالي يا فضيلة الشيخ هو أني أريد أن يكون الله ورسوله أحب إلي ممن سواهما أي أحب إلي من نفسي ومالي وأهلي، لكن لا اعرف كيف أطبق هذا القول، الرجاء منكم أن تعطوني أمثلة على ذلك، كيف يكون التطبيق ؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من سعادة المرء أن يكون الله ورسوله أحب إليه ممن سواهما. وهذه الخصلة مع خصلتين أخريين إذا كن في أحد وجد بهن حلاوة الإيمان؛ كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. فقد روى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود للكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار.

ولكي يحقق المرء هذه الغاية السامية فعليه بالأمور التالية:

1. أن يتيقن بأن الله تعالى هو الذي أوجده من العدم، وأسبغ عليه الظاهر والباطن من النعم، قال تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [النحل:18].

2. أن يتفكر في ملكوت السموات والأرض، وفي عظيم مخلوقاته التي تدل على عظمة خالقها، وبديع صنعه فيها.

3. أن يتدبر معاني أسمائه وصفاته التي تدل على رحمته وإحسانه، وعلمه وحلمه، ولطفه بعباده. فإن تدبر هذه الصفات يورث القلب محبة وإجلالا لله سبحانه.

4. أن يعلم بأن ما في هذه الدنيا من محبوب من نفس أو أهل أو مال، إنما هو من إكرام المنعم العظيم سبحانه وتعالى. فمحبته أولى بأن تقدم على محبة كل محبوب.

5. أن يتيقن بأنه لا يكمل الإيمان إلا بتقديم محبته سبحانه وتعالى على محبة كل شيء في هذه الدنيا.

6. أن يدعوالله تعالى أن يرزقه حبه، وأن يجعل حبه له مقدما على حب كل شيء.

7. أن يعلم أن محبة الله لا تتم إلا باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ {آل عمران: 31} ومن علم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي نقل إلينا هذا الخير وطالع سيرته وجهاده وتضحيته أحبه حبا يفوق حبه لنفسه وولده ووالديه وكل شيء .

ونسأل الله تعالى أن يحقق مبتغاك ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني