الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لطالب الحديث

السؤال

أحاول أن أحفظ الحديث النبوي الشريف، وأجد صعوبة في حفظ من روى الحديث ومن أخرجه، وبما أن النصائح قد كثرت في طرق حفظ القرآن الكريم، فأريد من فضيلتكم أن توجهوا بعض النصائح المهمة في كيفية حفظ الحديث؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن آفة العلم النسيان، وعلاج ذلك يكون بأدوية منها: التقوى والصلاح، قال الله تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ {البقرة:282}، وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}، وقال الشافعي رحمه الله:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي * فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بأن العلم نور * ونور الله لا يهدى لعاصي

ومنها: الصبر على طلب العلم، والمثابرة، وعدم الملل والضجر، والتذلل لذلك. ومنها: عدم الانشغال أثناء القراءة وطلب العلم، والابتعاد عن أماكن الضوضاء والملاهي واللهو، ويفضل أن يكون ذلك في مسجد.

ومنها: ملازمة العلماء والصالحين لأخذ العلم والصلاح والأدب عنهم.

ومنها: أن تكون مقبلاً على العلم وكتبه، تطلب منه المزيد دائماً، قال النسابة البكري: إن للعلم استجاعة، واستجاعته أن لا تشبع منه.

ومنها: أن تقرأ أو تتعلم لتفيد وتستفيد في دينك قبل دنياك، لا تتعلم لأجل دنيا، أو ليقال عنك عالم، أو لتنتصر في جدال، ولا لشهرة.

فقد روى الطبراني والترمذي من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله النار. ورواه ابن ماجه عن ابن عمر، وعن ابن دريك.

ومنها: أن يكون حفظك لما تقرأ على التدريج، قليلاً قليلاً مع الأيام، فقد قال معمر: سمعت الزهري يقول: من طلب العلم جملة فاته، وإنما يدرك العلم حديثاً وحديثين، وليكن الإتقان من شأنه.

ومنها: الدعاء واللجوء إلى الله بأن يسهل لك ذلك ويذهب عنك الشيطان، فقد قال الله تعالى لنبيه عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم: وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا {طه:114}، فأمره أن يسأله الاستزادة من العلم، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا استشكلت عليه مسألة دعا فقال: اللهم يا معلم إبراهيم علمني، ويا مفهم سليمان فهمني. فيزول الإشكال، وللاستزادة والفائدة انظر الفتوى رقم: 17167.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني