الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صوم من أنزل بسبب النظر

السؤال

كنت صائمة وبجانبي بنت متزوجة وأنا مصابة بالوسواس القهري، وجاءتني فكرة ونزل مني سائل ولكن لم أتعمد في التفكير وكان اليوم قضاء، ما حكم هذا اليوم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا في الفتوى رقم: 2807، أن الراجح من أقوال أهل العلم أن الصيام لا يفسد بسبب نزول المني بالتفكر فلتراجع، وأما إن كان الإنزال بسبب النظر فنظر الصائمة في نهار الصوم إلى غيرها ونزول المني بذلك النظر لا يخلو من أحد احتمالين:

الأول: أن تكرر النظر وله ثلاث حالات:

الأولى: أن لا ينزل المني فلا يفسد صومها بغير خلاف؛ كما ذكر ابن قدامة في المغني.

الثانية: أن ينزل المني فيفسد الصوم عند الإمام أحمد ومالك رحمهما الله لأنها تسببت في إنزاله، ولا يفسد عند الشافعية.

والثالثة: أن ينزل المذي بتكرار النظر فلا تفطر لأنه لا نص في الفطر، ولا يمكن قياسه على إنزال المني لمخالفته إياه في الأحكام فيبقى على الأصل.

الاحتمال الثاني: أن تنظر مرة وتصرف بصرها، فلا يفسد صومها سواء أنزلت أم لم تنزل، لأن النظرة الأولى لا يمكن التحرز منها، ولأنه قد عفي عن النظرة الأولى؛ لحديث: لك الأولى وليست لك الثانية.

ونذكر بأن المؤمنة مطالبة بغض النظر عما حرم الله تعالى في نهار الصوم وفي غيره، لقوله تعالى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور: 31} وإذا فسد الصوم وكان صوم قضاء فإنه يجب أن يقضى في يوم آخر.

هذا كله إذا تحققت السائلة من نزول المني، وأما إن كان ذلك وسواسا فلا تلتفت إليه، فعلاج الوساوس الالتفات عنها جملة كافية كما قرر أهل العلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني