الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في مجال يشترط حلق اللحية

السؤال

طالب في السنة الأخيرة على وشك التخرج، التزمت منذ فترة قصيرة، أسأل الله الثبات، ولكن بما أني سوف أتخرج بعد فتره قصيرة، فإنه تم عرض بعض الوظائف العسكرية علي، لكن هذه الوظائف تشترط قص اللحية، ولكني لا أريد أن أقصها وأومن بأن الرزق من عند الله، لكن طبيعة التخصص الذي أتخصصه تفرض علي العمل في المجال العسكري، والذي يشترط شرط قص اللحية، فماذا أفعل أفتوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يثبتك على الاستقامة، ويقوي التزامك بالدين، ولا يخفى عليك أنه يحرم على الرجل حلق لحيته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين. متفق عليه، وقوله: جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس. رواه أحمد ومسلم. وقوله: خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب. وغير ذلك من الأحاديث الآمرة بإعفاء اللحية.

وعليه فإذا كانت الوظائف المعروضة عليك تشترط قص اللحية، فاعلم أن الخير لك في الابتعاد عنها، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وقد قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:2-3}.

وإذا كان طبيعة التخصص الذي تخصصت فيه تفرض عليك العمل في المجال العسكري، ولا يمكن العمل في المجال العسكري إلا بارتكاب هذا الإثم، فمعنى ذلك أنك أخطأت أصلاً في اختيار هذا التخصص، واعلم أن دين المرء هو رأس ماله، والموت قد يأتي بغير مقدمات، وإذا خرج المرء من هذه الحياة بدين سليم فقد ربح كل شيء، وإذا انعكس الحال فقد خسر كل شيء، قال الله تعالى: فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ {الزمر:15}، فابحث عن عمل آخر، واستبق دينك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني