الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكافأة على الهدية وردها خوفا من المنة

السؤال

هل يجب عليّ عند استفادتي من البرامج والخدمات المجانية للحاسب الآلي أن أكافئ أصحاب تلك البرامج والخدمات حيث إنني لا أريد أن يكون لأحد فضل أو مِنة علي، وهناك من يطلبون التبرع -إذا أراد الشخص وبدون إلزام- عند استفادته من تلك البرامج والخدمات, فهل يجب التبرع حتى لا يكون لأحد فضلا أو مِنة على المستفيد من تلك البرامج والخدمات؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه يسن ولا يجب لمن صنع له معروف أو أهديت إليه هدية أن يكافئ من فعل ذلك له، لعموم حديث: من صنع إليكم معروفاً فكافؤه فإن لم تجدوا ما تكافئون فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. رواه أحمد.

وفي كشاف القناع: ويُسن لمن أهديت إليه أن يثيب عليها، فإن لم يستطع فليذكرها وليثن على صاحبها، ويقول جزاك الله خيراً. انتهى.

وجاء في مطالب أولي النهى: باب الهبة: ويكافئ المهدي له أو يدعو له ندباً فيها، أي في حال المكافأة وغيرها. انتهى.

فعلم من هذا أنه لا يجب عليك شرعاً مكافأة من ذكرت، وإنما يستحب لك فعل ذلك، هذا وإذا كنت تخاف المنة من أحد فلا تقبل منه الهدية والخدمة ابتداءً، فإن ترتب منة على المهدي إليه من وراء قبول الهدية يسوغ ردها، كما جاء في المرجع السابق: ويجوز ردها (الهدية) لأمور... لقطع المنة إذا كان على الآخذ فيه منة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني