الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

جزاكم الله خيرا على ردكم على الفتاوى اليوم سؤالي عن هل هناك في الدين ما يؤيد كلام عامة الناس أن معلمي الصبيان لا يؤخذ بشهادتهم أمام القضاء لأن هذا الموضوع تكلم فيه كثيرون حتى لو كان ذلك في القديم أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن مجرد تعليم الصبيان لا يعد من القوادح في الشهادة ، فقد عد أهل العلم شروط الشهود ولم يكن منها عدم ممارسة تعليم الصبيان. قال ابن جزي المالكي في القوانين الفقهية في شروط الشهود : وهي سبعة : الإسلام والعقل والبلوغ والحرية والتيقظ والعدالة وعدم التهمة ، وتسقط العدالة إذا كان الشخص يفعل بعض الأمور المباحة التي تزري بالمروءة ، قال ابن عاصم المالكي في التحفة :

والعدل من يجتنب الكبائرا * ويتقي في الأغلب الصغائرا

وما أبيح وهو في العيان * يقدح في مروءة الإنسان

ويمثلون لما يقدح في المروءة من المباح بالمشي حافيا في الأماكن العامة, أو الأكل في الطرقات إذا كان ذلك في بيئة تعده من خوارم المروءة ، وليس من ذلك مجرد تعليم الصبيان لأنه من فروض الكفاية فلا يكون قادحا في عدالة صاحبه؛ إلا إذا اختل فيه شرط من شروط الشهادة المذكورة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني