الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخلافة الخاصة والخلافة العامة

السؤال

الخلافة في الأرض هل للمؤمن وحده أم للإنسان بشكل عام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الخلافة التي هي يعني السلطان والملك والقيادة والولاية على الناس هي في الأصل للمؤمنين العاملين بالحق الحاكمين بالعدل والإنصاف بين الناس؛ كما وصفهم الله تعالى في محكم كتابه بقوله: وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ {الحج:40-41}.

وفي قوله تعالى: وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا {النور:55}

ونقل القرطبي وغيره عن ابن خويزمنداد المالكي قال: الظالم لا يكون خليفة ولا حاكما ولا مفتيا ولا شاهدا ولا راويا.

وأما ما جاء في قول الله تبارك وتعالى: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً {البقرة: من الآية30} فقد قال أهل التفسير: جيلا بعد جيل يعمرونها, وقرنا بعد قرن, وخلفا بعد سلف.

وقال ابن كثير في التفسير: أي قوما يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد قرن؛ كما قال تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ {فاطر: 39} وقال: وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ {النمل: 62} فهو شامل لآدم عليه السلام ومن جاء بعده وأخلفه من ذريته، فهؤلاء خلفاء يخلف بعضهم بعضا.

وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتاوى:60360، 61329.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني