الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختلاف المصاحف في رسم كلمة (وجيء)

السؤال

هل كلمة جائ يومئذ بجهنم مكتوبة بالشكل الخاطئ.... وهل كان الوحي يصحح من قبل رسول الله بحيث كان يمرر يده على الصحيفة فلأن كان فيها خطأ أشار إلى المكان ليصحح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اختلفت المصاحف في رسم (وجيء) في موضعي الزمر والفجر, فرسمت في بعضها بزيادة ألف بعد الجيم اعتماداً على المصحف المدني كما ذكر الشاطبي في العقيلة، وعلى هذا العمل في المصاحف في المشرق الإسلامي.

ورسمت كذلك في بعض المصاحف بغير ألف على الأصل، وهو اختيار أبي داود سليمان بن نجاح, وعليه العمل في مصاحف أهل المغرب، وعلى كل فالوجهان ثابتان في المصاحف القديمة، ورسم المصحف بالشكل الذي كتبه به الصحابة يعتبر توقيفياً وسنة متبعة يجب اتباعها ولو خالفت الإملاء القياسي، وقد اتفق على ذلك جمهور أهل العلم، كما قال الميابي رحمه الله في كشف العمى:

رسم القرآن سنة متبعه * كما نحا أهل المناحي الأربعه

لأنه إما بأمر المصطفى * أو باتباع الراشدين الخلفا

والخط فيه معجز للناس وحائد عن مقتضى القياس

لا تهتدى لسره الفحول * ولا تحوم حوله العقول

قد خصه الله بتلك المنزله * دون جميع الكتب المنزله

ليظهر الإعجاز في المرسوم * منه كما في لفظه المنظوم

وما أتى من صور مزيده * فيه وحذف أحرف عديده

فكل ذا لعلة مقدره * وحكمة عن الورى مخدره

والقرآن الكريم نزل بعدة وجوه كما في حديث: نزل القرآن على سبعة أحرف. متفق عليه.

وقد كتب الصحابة القرآن بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بخط يوافق تلك الوجوه أو أكثرها، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمرر يده على الخط, ولكن كان يقول للكتاب: ضعوا هذه الآية في موضع كذا من سورة كذا.... وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 25851 وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني