الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة بالولد من الزنا

السؤال

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
أنا شاب عربي لدي الإقامة الدائمة في إحدى الدول الأوربية ولكن ليس لدي الجواز أو الجنسية لتلك الدولة.استدرجني الشيطان ووقعت في الفاحشة أسأل الله المغفرة وأن يتقبل توبتي. أنجبت المرأة التي واقعتها ولدا. وحسب قوانين البلد الذي أقيم فيه أجبرت على إدراج اسمي في شهادة ميلاد الطفل كأب له خصوصا بعد تأكدهم أنه من صلبي عن طريق البصمة الوراثية DNA. في داخلي وقرارة نفسي لا أعتبره ولدي. وقد تم تسجيل اسمه الثلاثي بنسب أمه وليس بنسبي.
أولا: هل علي أثم كوني قبلت بإدراج اسمي كأب له في شهادة ميلاده علما أنه أمر غير اختياري حسب قوانين البلد؟
ثانيا: قالوا لي سيمنح لي جواز البلد إن أنا أنفقت عليه لمدة أربعة شهور. فهل حصولي على الجواز بهذه الطريقة جائز مع العلم أنه لم يكن في نيتي بتاتا الحصول عليه عندما ظلمت نفسي بهذا الإثم العظيم؟
ثالثا: ما الواجبات المترتبة علي تجاه هذا الولد؟
أفيدوني أثابكم الله علما بأني تبت إلى ربي عساه بفضله ورحمته يقبل توبتي ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يغفر ذنبك وأن يتجاوز عن خطيئتك ، وأما هذا الولد ينسب إلى أمه وليس إليك ، ولكن إذا أضيف إليك في بعض الأوراق رغما عنك فلا إثم عليك في ذلك، ولكن عليك أن تكتب وثائق شخصية وتشهد عليها أن هذا الولد ليس ولدا لك حتى لا تحفظ له حقوق البنوة الشرعية ، ولا مانع من أن تنفق عليه عمره كله وأن تكفله، وعليه فأخذك للجواز مقابل ذلك لا مانع منه من حيث الأصل ما لم يترتب على أخذك له محظور كتلفظك بالكفر أو تعهدك بأمور باطلة أو نحو ذلك .

وأما علاقتك بولدك من الزنا فهي كعلاقتك مع أي فرد وليس لك به علاقة خاصة، ولا يجب عليك تجاهه ما يجب على الأب تجاه ولده من وجوب النفقة والمسكن ونحو ذلك، وإن قمت بذلك متطوعا فقد قمت بخير كبير، نرجو الله أن يكون سببا في قبول توبتك ورفع درجتك .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني