الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب العلم عن طريق الأشرطة السمعية والمرئية

السؤال

ما رأيكم في طلب العلم عن طريق الموسوعات المسجلة على أجهزة الحاسوب وهل يجوز طلب الفتوى من خلال هذه الموسوعات بدلا من طلبها من العلماء ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من طرق تحمل العلم المعروفة عند العلماء (الوِجادة)، وهي: أن تجد كتاباً بخط شيخ معروف فتنسب ما وجدت إليه، وكذلك الحال بالنسبة للمطبوع، والمسجل على الحاسب، إذ لم تشتهر جهة النشر بالتلاعب والتساهل، وعليه فإن أخذ العلم والفتوى من العلماء بواسطة الأقراص والأشرطة المسجلة المسموعة والمرئية يعتبر من قبيل الوجادة، فهو جائز، بل لو قيل: إن هذه الطريقة تعلو طريقة الوجادة، فهي بمثابة الواسطة بينها، وبين السماع المباشر، ما كان ذلك ببعيد، وعلى هذا فيصير التقسيم ثلاثياً: سماع مباشر، ثم واسطة، ثم وجادة.
والحاصل أن طالب العلم لا ينبغي له أن يلجأ إلى الوجادة أو الواسطة، إلا إذا تعذر عليه الطلب المباشر، فمما لا شك فيه أن المباشرة أفضل وأتم لكثرة ما يستفيده من شيخه في ما أشكل عليه، وكذلك في اكتسابه الهدي والأدب من مجالسته للعلماء، مما هو مفقود في هذه الوسائل التعليمية. ولذا كان السلف يعيبون على الصحفي، أي: الذي يأخذ العلم من الكتب دون العلماء والمشايخ، ولذا قالوا: من كان شيخه كتابه كان خطأه أكثر من صوابه. والأولى لطالب العلم أن يجمع بين الأمرين ليحصل على الكمال والخير. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني