الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تفعله الكارهة لزوجها لسوء خلقه وضعف دينه

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن والاه إلى يوم الدين .أما بعد الحمد لله على كل حال من الأحوال ولا حول ولا قوة إلا به .
أنا امرأة في الرابعة والعشرين من العمر متزوجة منذ خمس سنوات تقريباً ولدي طفلة في الثالثة والنصف من العمر , تزوجت برجل دون رضى مني وقناعة تامة به إثر ضغوطات عائليّة وفي فترة الخطوبة وما قبل الزواج تم التعامل معنا من قبله وقبل أهله على أساس من الكذب والغش وإخفاء الحقائق عنه، حيث الكذب بفارق العمر بيني وبينه قيل إن الفرق هو خمسة عشرة عاماً وهو مسجل بالهويّة بتاريخ أكبر من سنه بثلاثة أعوام نسبةً لتاريخ قديم لأخ متوفى قبله واكتشف مؤخراً أن الفرق بيننا هو ثمانية عشر عاماً, سألت أمه إذا كان مدخنا فقالت إنه غير مدخن وبعد الزواج وجدته من مدمني التدخين، أما عن عمله قالوا لنا إنه موظف يداوم يوميّاً لديه يوم مناوبة 24ساعة كل 4أيام إضافة إلى عمل مسائي أفاجأ أنه يعمل فقط يوم المناوبة وثلاثة أيام يقضيها جالساً في المنزل دون عمل يهدر وقته بالتدخين وسماع الأغاني السهر بالليل ومشاهدة ما لا يجوز مشاهدته على التلفاز والنوم بالنهار وعدم أداء الصلاة في أوقاتها إلى غير ذلك من إهمال ضمن المنزل وكسل شديد تطبيق الضغوطات النفسيّة وخلق جو من المقت في المنزل عند حملي وولادتي بطفلة اشتدّ حياؤه بها كونها أنثى ليست ذكرا عاملني على أنني ارتكبت ذنباً معه لأنّ الله قد رزقنا بفتاة وأنه لو كان في عصر الجاهليّة لوأدها تأقلم على الوضع فيما بعد لكنه لا يحبها يتأفف منها لا يبادلها بإحساس الأبوة مسؤلياتها جميعاً حتى الماديّة ملقاة على عاتقي (أنا موظفة مدرسة), من منظوره أن الزواج فقط لتلبية الرغبات الجنسيّة وأنه تزوج من أجل ذلك فقط , حاولت عبثاً نصحه لتغيير عاداته وما هو عليه من حال دون جدوى ومنذ زواجي به والخلافات قائمة بيننا لا يوجد محبة ولا تفاهم نتيجةً لهذه الظروف والتراكمات واكتشاف حقائق لا يمكن سردها جميعاً أصبحت أكرهه بشدة ولا أرغب بمتابعة الحياة معه لا أستطيع أن أكون الزوجة الصالحة هو غير سعيد معي أيضاً من البداية وأنا غير سعيدة معه, مؤخراً حصل بيني وبينه شجار عدت أنا وطفلتي إلى منزل أهلي طالبته بالانفصال لكن هناك من أهلي من يطالبني بإعطائه فرصة علماً أن الخمس سنوات كانت جميعها فرص وقد اجتمع بأحد أقربائي وقال إنه مستعد للتغيير لكنني أعلم أن كلامه رهين الشدة التي هو فيها وأشك في مصداقية الكلام لما ذكرت سابقاً ,أخاف الله من قراري ولا أريد أن أكون الزوجة غير الصالحة لشدة كراهيتي له أفتوني أرجوكم ؟جزاكم الله كلّ خير إخواني، وفرّج عنكم كربات يوم القيامة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله عز وجل أن يفرج عن الأخت ويصلح حالها، ولا حرج عليها في طلب الطلاق من زوجها بخلع أو بغيره، إذا أبغضته وكرهته وخشيت أن يؤدي ذلك إلى تضييع حقوقه التي أمرها الله بها، قال تعالى: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ {البقرة : 229}. وقد روى البخاري عن ابن عباس أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله - ثابت بن قيس ما أعتب في خلقه ولا دينه ولكن أكره الكفر في الإسلام .. الحديث . فلم يعب عليها النبي صلى الله عليه وسلم بغضها إياه وطلبها الفراق مع استقامة ذلك الصحابي وصلاحه، فكيف بمن ساء خلقه وضعف دينه، وننصح الأخت أن تعطي الزوج الفرصة التي طلب، عسى الله عز وجل أن يصلح حاله، ويجعل في قلبها مودته بدلا من بغضه وكرهه .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني