الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقديم الاعتذار لأجل الصلح خير

السؤال

حدثت مشادة بين زوجة أخي الكبير وزوجة أخي الصغير في يوم وفاة والدتي، فصممت أنا وأختي على طرد الاثنين من منزلنا، وبعد ليلة المأتم قلت لأخي الكبير لا تحزن وأنا مستعد للتصالح مع زوجتك إلا أنه رفض وقال لي لا مجال للتصالح إلا بعد إن تأتي لمنزلي وتعتذر لزوجتي، وحدثت أختي بما حدث، وصممت ألا تذهب إلى بيت أخي الكبير، والآن أخي الكبير غاضب منا، بالرغم من أن زوجة أخي الصغير ليست غاضبة منا، والعلاقة بيني وبينها وأخي الصغير جيدة جداً، وللعلم أني اتصلت هاتفياً للتصالح مع زوجة أخي الكبير، فرفض أخي وأصر على الذهاب للمنزل للاعتذار. فهل أنا وأختي مخطئان أم ماذا؟ مع العلم بأن زوجة أخي الكبير كانت متعنتة ومتكبرة على أمنا وأخي الكبير يسمع كلامها على طول الخط.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال الله تعالى: إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ {الحجرات:10}، وقرر النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمنين كالجسد الواحد، أو كالبنيان يشد بعضه بعضاً، ولذا نهى عن كل ما يفسد هذه الإخوة، أو يزعزع هذا البنيان، فنهى عن التباغض والتشاحن والتدابر والتقاطع وكل ما يسبب هذه الأمور، روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث.

فهذا في حق عموم المسلمين، فما بالك بمن يجمعك به بالإضافة إلى هذه الرابطة رابطة الرحم التي أوجب الله صلتها وحرم قطعها، قال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ {محمد:22}.

فيجب إزالة كل ما من شأنه أن يورث التشاحن والتدابر والتقاطع بينك وبين أخيك، وذلك بتوسيط أهل الخير للإصلاح بينكما، وبالاعتذار عما بدر منك تجاه زوجة أخيك، ولا يتعين الذهاب إلى البيت للاعتذار، وإن ذهبت واحتسبت الأجر فهو خير لك، قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصِّلت:34}.

وننبه إلى أن زوجة الأخ أجنبية عن أخيه، فعليه أن يعاملها كغيرها، فلا ينظر إليها، ولا يتكلم معها إلا بمراعاة الضوابط الشرعية من الحاجة إلى ذلك وأمن الفتنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني