الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الظفر بذات الدين غاية الغايات

السؤال

في البداية أود أن أشكركم على جهودكم الجبارة في خدمة المسلمين راجيا الله تعالى أن يوفقكم إلى كل ما هو خير للناس أجمعين.أنا شاب أعمل مهندس كومبيوتر تعرفت على فتاة وهي أيضا مهندسة تعلقت بها وأعجبت بفكرها وثقافتها قبل شكلها ثم بعد ذلك أحسست أنني أحبها وأنها هي الفتاة المناسبة لي , لكن عندي حيرة وجدا تؤرقني وهي أن هذه الفتاة تنتمي إلى مذهب مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة في الاعتقاد لا أخفيك أنني فاتحتها بموضوع الخطبة والزواج وتكلمت معها بموضوع الدين حتى أنها هي غير محجبة وأنها ستتحجب وهي تحبني حبا جما وأحس منها أنها تريد أن تفعل كل شيء كي ترضيني حتى أنها قالت لي بأنها صارت تحب أن تقرأ عن الدين ليس فقط إرضاء لي بل لأنها تحس بأنها مقصرة كانت في ذلك وأنني كنت نوعا ما عامل مشجع لها كي تهتم أكثر بأمور دينها.. المشكلة عندي أنني من داخلي أحبها وأحس بأنها مناسبة لي حتى أنها من عائلة محترمة وكريمة والذي يزيد تعلقي بها بأنها ستكون كما أريدها من حيث الالتزام بالدين كل ذلك يجعلني أتعلق بها أكثر فأكثر لكنني بنفس الوقت عندي المشكلة السابقة معها مع العلم بأنها صارحتني بأنها ستكون مثلي حتى أنها أصبحت تصلي كما نحن السنة نصلي وتسألني عن كثير من الأمور عن المذهب السني , في البداية قلت بنفسي يمكن هي تفعل ذلك فقط من أجل إرضائي لكن بصراحة أحسست بأنها تفعل ذلك عن قناعة خصوصا بأنها ذات شخصية قوية وعقل منفتح وهي لا تقوم بشيء إلا عندما تكون مقتنعة به، أرجوكم أن تسدوا لي النصيحة فأنا في حيرة من أمري حيث أجد بعض المقربين لي ينصحوني لماذا تريد الارتباط بها ولكنني بنفسي أحبها وأجد فيها الصدق وأستطيع أن أقول إني أحبها , فماذا أفعل أرجوكم أن تفيدوني بنصيحتكم ؟
ولكم جزيل الشكر والعرفان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذات الدين فقال: فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.

قال الإمام المناوي في فيض القدير: قال القاضي: عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى أربع خصال عدها، واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذورن، سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره، فلذلك حث المصطفى صلى الله عليه وسلم بآكد وجه وأبلغه، فأمره بالظفر بذات الدين الذي هو غاية البغية ومنتهى الاختيار، والطلب الدال على تضمن المطلوب لنعمة عظيمة وفائدة جليلة . انتهى كلامه

والذي يظهر أن هذه الفتاة غير متدينة حالا، ولا تضمن تدينها واستقامتها مستقبلا، وعليه فلا ننصحك بالزواج بها، كما أن الاختلاف بينك وبينها في الاعتقاد عامل آخر لا يساعد على استقرار الحياة الزوجية، التي تقوم على الانسجام والتقارب في كل شيء، وقد سبق الجواب عن الزواج بالمخالف في الاعتقاد، في الفتوى رقم: 1449، فلتراجع .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني