الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ذبائح أهل كتاب زماننا

السؤال

هل ذبائح أهل الكتاب حلال أم لا في هذا الزمان مع وجود بعض الأقوال للعلماء تقول بأن هذا الحكم منتف اليوم لعدم وجود أهل الكتاب الذين أشار إليهم القرآن لأن أغلبهم اليوم من الملحدين ثم إن أهل الكتاب سابقا كانوا يذبحون بالسكين أما اليوم فهم يذبحون بالصعق الكهربائي وهذه حكمها حكم الميته وغيرها من الأقوال بالإضافة إلى أنه لا يمكن الأخذ بقول الكافر بأن هذا الذبح حلال لأنهم الأصل فيهم الكذب وعدم العدالة ؟ وجزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى أباح للمسلمين ذبائح أهل الكتاب اليهود والنصارى فقال تعالى : وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ {المائدة: 5 } هذا هو الأصل، فإذا علم أن بعضهم أو فريقا منهم لا توافق ذكاته الذكاة الشرعية فلا تحل ذكاته للمسلم، وكذلك إذا علم أن من يباشر الذكاة منهم ملحد .

وما ذكر من عدم تصديقهم في ذلك غير متجه لأنه لا يشترط في حل ذبائحهم أن يحضرها مسلم يشهد على صحتها، وهذا دليل على أنهم مصدقون في ذلك ما داموا أهل كتاب ، بل إن بعض العلماء قد ذهب إلى حل ذبائحهم ما دامت حلالا في دينهم وإن لم توافق الذكاة عندنا وهو ابن العربي من المالكية، ووافقه على ذلك صاحب المعيار، لكن رد عليهما الفقهاء؛ كما سبق بيانه في الفتوى رقم : 72659 ، وللفائدة انظر الفتوى رقم : 26282 ، والفتوى رقم : 10524 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني