الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحفاظ على المحارم والأقرباء

السؤال

أنا الآن في سن29 وقد كنت في صغري أتحرش ببنات أختي واستمرت هذه العادة معي حتى وصلت إلى أولى جامعة وكبرت بنات أختي وامتنعن عني فتبت عن ذلك الفعل والتزمت وواظبت على الصلوات الخمس في المسجد، ولقد علمت أن من شروط التوبة أن ترد المظالم إلى أهلها وإذا ظلمت أحدا أن تستسمحه، وسؤالي هو كيف أرد المظالم في مثل حالتي هل أصارح أخواتي وأطلب منهن السماح، علما بأنني الوحيد الملتزم في بيتنا ويعتبرونني الآن قدوة لهم وضابطا لدفع المنكر والأمر بالمعروف باستثناء بنات أخواتي اللائي تحرشت بهن أفيدوني أكرمكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالزنا كبيرة من الكبائر التي حرمها الله تعالى على عباده، بل وحرم القرب منها والوقوع في دواعيها ومقدماتها، فقال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32}، وإذا كان الزنا ودواعية من الأمور المحرمة بين عموم الناس، فإن حرمته أشد إذا وقع على المحارم، لأن المحرم مطلوب منه الحفاظ على عرض محارمه والذود عنه، لا أن يكون هو أول الهاتكين له المضيعين لأركانه، والواجب على من وقع في هذه الفاحشة العظيمة أن يتوب إلى الله تعالى، بترك الذنب، والندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه، مع التزام صحبة أهل الخير والصلاح.

ثم الواجب عليك أن تستر نفسك ولا تفضحها، فقد روى مالك في الموطأ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين. رواه البخاري ومسلم.

وأما ما ذكرته من اشتراط رد المظالم إلى أهلها في التوبة فإنه صحيح، ولكن مسألتك ليست فيها مظلمة لأحد حتى تُلزم بردها، لأن الظاهر من سؤالك أنك لم تكره بنات أخواتك على هذا الفعل، بدليل أنك ذكرت أنك تبت منه بمجرد امتناعهن منه لما كبرن.

ولو كنت أكرهتهن عليه لكان الواجب طلب المسامحة منهن، لا من أمهاتن، ثم إننا نوصيك بالسعي في إنقاذ أسرتك مما ذكرته عنها من عدم الالتزام، ففي الصحيحين عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني