الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما هو عذاب كل عاصي ( مثال: جزاء من يزني يقامر....)

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فاعلم أن الذنوب إذا أفضى صاحبها إلى ربه من غير توبة على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ذنب لا يغفره الله عز وجل وهو الشرك، فصاحبه محكوم عليه بالعذاب الأبدي، والخلود السرمدي في جهنم وبئس المصير، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) [النساء:48].
القسم الثاني: ذنب صاحبه تحت المشيئة والعفو إليه أقرب، وهو ما كان بين العبد وربه من حقوق الله تعالى، وذلك كحقوق الوالدين وقطع الرحم، وشرب الخمر، وما إلى ذلك .
القسم الثالث: ذنب لا يترك، وهي المظالم التي تكون بين العباد، فهذا القسم يحتاج إلى الترادّ إما في الدنيا بالاستحلال، أو ردّ المظالم، وإما في الآخرة برد ثواب بعض أو كل عمل الظالم إلى المظلوم حسب نوع الظلم، فإن لم يبق للظالم حسنات أخذ من سيئات المظلوم، ثم جعلت عليه، وهذا مالم يُرض الله المظلوم بفضله ولطفه وكرمه، أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون من المفلس" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: "إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار" والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني