الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب انحسار المد الإسلامي في أوربا

السؤال

في أوروبا انسحب المسلمون من معركة بلاط الشهداء جنوب فرنسا وخسروها عام 732 ميلادي، وكذلك فشلوا في حصار فينا شرقا في النمسا عام 1529 ثم لم يحدث تقدم آخر بعد ذلك أبداً ولولا ذلك لأصبحت أوروبا كلها مسلمة من ذلك الوقت ولأنيرت بنور الإسلام، ولكن أسأل لماذا حدث ذلك الفشل، وما هي الأسباب، وهل سيعود المسلمون إلى فتحها مستقبلا بإذن الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد كانت معركة (بلاط الشهداء) معركة فاصلة في تاريخ المسلمين، وقد اعتبرها بعض المؤرخين الأوروبيين نكبة على أوروبا حيث كان يتمنى تقدم المسلمين، ومن هؤلاء المؤرخين (جوستاف بولتون) في كتاب له أسماه (حضارة العرب) وقد ترجمه إلى العربية (عادل زعيتر) قال بولتون في هذا الكتاب: لو أن العرب استولوا على فرنسا إذن لصارت باريس مثل قرطبة في إسبانيا، مركزاً للحضارة والعلم، حيث كان رجل الشارع فيها يكتب ويقرأ بل ويقرض الشعر أحياناً، في الوقت الذي كان فيه ملوك أوروبا لا يعرفون كتابة أسمائهم. انتهى.

وقد كانت هنالك عدة عوامل حالت بين المسلمين ومواصلة الفتح، فقد تفرقت كلمة المسلمين، وكثرت المنازعات، وشغلت الأندلس بالفتن والثورات، وهذا في الوقت الذي توحدت فيه قوة النصارى، وبدأوا ما يسمى بحركة الاسترداد، فتمكنوا من القضاء على الإمارة الإسلامية في الأندلس.

وأما عودة الفتح الإسلامي فأمر كائن بإذن الله تعالى، فقد وردت البشائر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن المستقبل للإسلام، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 39642.

والواجب على المسلمين تحصيل عوامل النصر، من العودة إلى الدين والعمل بطاعة رب العالمين، وإعداد القوة المادية. وراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 32949.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني