الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمور همَّ عليه الصلاة والسلام بفعلها ثم تركها رفقا بأمته

السؤال

المرجو أن تفيدوني في سؤالي هذا والذي هو: ما هي الأحاديث التي هم النبي بفرضها لكنه لم يفعل؟ مثل لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمسائل التي همَّ النبي صلى الله عليه وسلم بها ثم ترك ذلك رفقا بأمته قد لا يتسع المقام لتتبعها كلها فلذلك نقتصر على ذكر نماذج منها:

1ـ تأخير صلاة العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه، وراجع الفتوى رقم: 1442.

2ـ عدم التخلف عن الجهاد في سبيل الله دائما، ففي الصحيحين واللفظ لمسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تضمَّن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهادا في سبيلي وإيمانا بي وتصديقا برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة. والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم، لونه لون دم، وريحه مسك. والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني. والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل.

3 ـ تحريق البيوت على الرجال المتخلفين عن صلاة الجماعة في المسجد مع القدرة على حضورها، وذلك حفاظا على حقوق من لا تجب عليهم الصلاة في جماعة مثل النساء والصبيان، كما جاء في بعض روايات الحديث وراجع الفتوى رقم:8033، والفتوى رقم: 36549.

4ـ النهي عن وطء المرضع قبل إتمام إرضاع ولدها ويسمى بالغيلة. وراجع الفتوى: 26099.

5 ـ عدم قبوله صلى الله عليه وسلم الهدية إلا من بعض القبائل كقريش أو الأنصار وما ذكر معهما في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره من حديث أبي هريرة: أن أعرابيا أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بكرة فعوضه منها ست بكرات، فتسخطه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن فلانا أهدى إلي ناقة فعوضته منها ست بكرات فظل ساخطا، ولقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي. وصححه الشيخ الألباني.

هذا إضافة إلى مسألة السواك التي ذكرتها في سؤالك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني