الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلاق الزوجة بسبب سوء عشرتها لا يسوغ حرمانها من الصداق

السؤال

كنت على علاقة مع فتاة من خلال الدراسة ولما لاحظت حصول بعض التجاوزات بيننا لحدود الله (غفر الله لنا ولكم ولجميع المسلمين ) قررت أن أتزوجها وما حصل هو التالي:
أنا متزوج منذ قرابة 5 سنوات ولي طفل واحد. واجهت مشاكل في حياتي مع زوجتي تتمثل بالتالي:
عدم دخولي بها لقرابة السنة وحدوث طلاق والرجوع بعقد جديد بسبب عدم الدخول (بعد مشورة أحد العلماء ) وتم الدخول بعد شهرين من العقد الجديد بصعوبة.
عدم التحاقي بالخدمة العسكرية الذي وبناء على اتفاق بيننا ألزمها بممارسة عمل يدر عليها بعض المال أثناء غيابي لذلك.
كون زوجتي طالبة تدرس في الجامعة.
انعدام المعاشرة الجنسية بيننا طوال الخمس سنوات إلا قليلاً ( تكاد تكون معدودة على الأصابع والتي من خلال مرتين منها رزقنا الله بطفل ).
سوء طبع زوجتي وعصبيتها الموجودة من قبل الزواج والتي تمثلت معي بطول لسان وشتم وإحداث مشاكل وقلة احترام في تعاملها معي.
على الرغم من أني حاولت جاهداً والله أعلم بصدق قولي أن أعاملها معاملة طيبة جداً تمثلت بالصبر والنصح والمساعدة والتعب معها في كل ما يواجهها من مشاكل ومصاعب في حياتها حتى في المشاكل التي كانت تؤذيني شخصياً بها بشكل مباشر من خلال محاولتها في بداية زواجنا الاحتكاك مع شخص أجنبي والشعور نحوه بمشاعر حب .
السؤال هو هل يحق لزوجتي من خلال ما سبق مؤخرها في حال الطلاق أم أنا معفى من دفعه أمام الله بسبب سوء ما وجدته منها سواء أكان السبب في ذلك سحر أم مشاكل حياتية متعددة ؟
يرجى أخذ العلم أن مشكلة عملها وخدمة الجيش عندي كانت باتفاق بيننا وأنني لم أخف أبداً أي تفصيل من تفاصيل حياتي على زوجتي وأهلها من حيث إنني كنت حينها لازلت طالباً ولم يكن لدي مسكن ولا عمل ولم ألتحق بعد بالخدمة العسكرية. كل ذلك تم باتفاق بيننا وتعهد والدها على أن يؤمن لنا مسكنا نتزوج فيه وعملاً تقتات منه بشرط أن يكتب علي مؤخراً يبلغ 100 ليرة ذهب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما مؤخر الصداق فقد ثبت في ذمتك كاملا بدخولك بها، وما ذكرت من سوء عشرة الزوجة لا يسوغ لك أخذ حقها، وننصحكما بالمعاشرة بالمعروف، فقد قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19} قيل هي المعاشرة بالفضل والإحسان قولا وفعلا وخلقا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. وقيل المعاشرة بالمعروف هي أن يعاملها بما لو فعل بك مثل ذلك لم تنكره بل تعرفه، وتقبله وترضى به، وكذلك من جانبها هي مندوبة إلى المعاشرة الجميلة مع زوجها بالإحسان باللسان، واللطف في الكلام، والقول المعروف الذي يطيب به نفس الزوج، وقيل في قوله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة: من الآية228} أن الذي عليهن من حيث الفضل والإحسان هو أن يحسن إلى أزواجهن بالبر باللسان، والقول بالمعروف. انتهى نقلا من بدائع الصنائع.

وعليه؛ فإما تمسكها بمعروف، ولك معاملتها معاملة الناشز إذا كانت لا تزال على ما ذكرت، وإما أن تطلقها وتدفع لها حقوقها المعجل منها والمؤجل إن حل أجله. وتراجع الفتوى رقم: 17322.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني