الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إيضاحات حول غزوة تبوك المباركة

السؤال

لماذا كان النفير عاماً في غزوة تبوك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف على تعليل لكون النفير كان عاماً في غزوة تبوك دون سائر الغزوات الأخرى، إلا أن ثمت ملاحظات وأموراً تعلقت بخصوص غزوة تبوك دون غيرها، من ذلك أن المسافة بين المدينة وأرض الروم كانت بعيدة غاية البعد، وكان الوقت صيفاً قائظاً، وهو أوان اقتطاف الثمار وحصد الحبوب والغلات، وكان هذا الموسم للمزارعين يعد فصلا مصيرياً، إذ فيه رفاه سنتهم.

ثم إن المواجهة في هذا الميدان كانت مواجهة لإحدى الدول الكبرى في ذلك العصر، لا مواجهة لإحدى القبائل العربية، وقد كان جماعة من المسلمين قلقين مشفقين من المساهمة والحضور في هذه المواجهة، مما جعل الأرضية مهيأة لوساوس المنافقين وبذر السموم.

ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يبين أهدافه وإقدامه على المعارك للمسلمين قبل المعركة لئلا تقع الأسرار العسكرية بيد أعداء الإسلام، لكنه في معركة تبوك لما كانت المسألة لها شكل آخر، فقد بين كل شيء للمسلمين بصراحة وأنهم سيواجهون الروم، لأن مواجهة امبراطورية الروم لم تكن مواجهة بسيطة كمواجهة مشركي مكة أو يهود خيبر... وينبغي على المسلمين أن يكونوا في منتهى الاستعداد وبناء الشخصية وكمال العدد... وليعلم السائل الكريم أن سياسة النبي صلى الله عليه وسلم وطرق إدارته وتسييره لشؤون الدولة الإسلامية لا يلزم أن تكون العلل فيها واضحة للجميع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني