الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضمان رأس المال في المضاربة

السؤال

أنا تاجر قطع غيار سيارات جاءني شخص إلى محلي وعرض علي مبلغ 7 آلاف دينار لأشتري بها مكائن سيارات وأبيعها في محلي على أن يربح هو في كل ماكينه مبلغ 10 دنانير إضافة إلى رأس المال على أن أعيد له السبعة آلاف إضافة إلى الأرباح على أقساط في مدة 4 شهور فهل هذا يعتبر من الربا؟ أفيدوني أفادكم الله. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المعاملة المذكورة تعتبر مضاربة غير جائزة شرعا لسببين رئيسين: الأول: أن المضارب (صاحب المحل) ملتزم بضمان رأس المال، ومعلوم أن ضمان رأس المال في المضاربة يفسدها وينقلها من مضاربة إلى قرض ربوي.

جاء في المصنف في شرط الضمان في المضاربة عن قتادة عن عكرمة قال: كل شرط في مضاربة فهو ربا.

وجاء في كشاف القناع: والعامل أمين في مال المضاربة لأنه متصرف فيه بإذن مالكه على على وجه لا يختص بنفعه فكان أمينا لا ضمان عليه فيما تلف بغير تعدولا تفريط. اهـ

الثاني: تحديد مبلغ محدد كربح لصاحب رأس المال وهذا غير جائز في المضاربة وإنما الجائز أن يكون الربح جزءا مشاعا كالنصف أو الربع أو الثلث أو حسب ما يتفقان عليه.

وإذا أراد الأخ السائل أن تكون المعاملة شرعية فتكون كالآتي: يدفع إليه صاحب المال المبلغ ليضارب له في مكائن السيارات على أن يكون الربح بينهما نسبة شائعة لا دراهم معلومة وبدون أن يكون الأخ ضامنا لرأس مال في هذه المعاملة إلا في حالة التعدي والتفريط.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني