الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعوة على بصيرة من أفضل الأعمال

السؤال

أنا أريد أن أذكر إخواني في المسجد مثلاً عقب كل صلاة بأمور دينهم، وأنا شاب عندي 20 سنة فأريد عقب كل صلاة أن أخبرهم بشيء من أمور الدين فهل في هذا شيء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المتصدر لتعليم الناس وتذكيرهم بأمور دينهم لا بد أن يكون على بصيرة بما هو بصدد بيانه وتعليمه.

وعليه؛ فإذا كان الأخ السائل أهلاً لذلك فليمض لما يود فعله من تذكير إخوانه في المسجد وغيره، فإن في تعليم الناس ودعوتهم إلى الخير من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله تعالى، قال الله تعالى: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {آل عمران:104}، ويقول الله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {يوسف:108}، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية. رواه البخاري وغيره. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليبلغ الشاهد منكم الغائب... وهو في الصحيحين وغيرهما، ويقول: إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين، حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير. رواه الترمذي.

ومما يجدر التنبيه عليه في هذا المجال هو التأكيد على الإخلاص لله تعالى في هذا العمل فلا يريد به غير وجه الله تعالى، كما ينبغي اختيار المواضيع النافعة لمن يدرسهم، ويحرص على التأكد من صحة الأحاديث التي يستشهد بها وتحقيق الأقوال التي يوردها، وبذلك ينفع وينتفع بما يقول، كما ينبغي أن يراعي أحوال من يريد تذكيرهم وتعليمهم، فلا يعمل ما يؤدي إلى مللهم، ولينظر الفتوى رقم: 27680 لبيان ما ينبغي مراعاته في هذا الأمر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني