الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إهمال نفقة الزوجة من الذنوب العظيمة

السؤال

شيخي الكريم أنا متزوجة منذ بضعة أشهر وزوجي مهندس ميسور الحال يقطن ببلد أوروبي ولحاقي به يتطلب شهوراً، لذا تركني عند أمه التي بعد مدة قصيرة من ذهابه بدأت تدفعني بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للذهاب عند أهلي وحتى إذا ما احتاجت إلي تتصل بي هاتفيا فتقول لي تعالي اليوم عندي لتقومي بعمل كذا وكذا ثم ارجعي عند أهلك، زوجي تركني من غير نقود وأنا محرجة من أهلي فحتى بعد زواجي يتكفلون بأكلي وشربي, وقد اضطررت لبيع شيء من مصاغي لسد حاجياتي فأنا لا أريد أن تتغير نظرتهم عنه، لا أخفي عليك أنا لم أطلب من زوجي شيئا حتى الآن، لأني أقول في قرارة نفسي أنا زوجته وعليه أن ينفق علي من غير أن أطالبه بذلك خاصة وأني لا أعمل، أنا أعاني في صمت من أمه ومن تجاهله لي وأخاف من أنفجر فأغلط، فأرجو منكم إفادتي برأيكم ونصيحتكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنفقتك واجبة على زوجك شرعاً وعليه أن يؤديها إليك ولو لم تطلبي منه ذلك، وما دام مقصراً فيما وجب عليه، فينبغي مطالبته به وذكر ذلك له، وعليه ما مضى في ذمته لك ما لم تسامحيه فيه، وليعلم أن التقصير في ذلك وإهماله من الذنوب العظيمة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت. رواه أحمد وأبو داود وصححه السيوطي والنووي وحسنه الألباني.

والذي ننصحك به هو إعلامه بذلك وأن أمه هي التي دفعتك إلى الذهاب إلى أهلك وتطلبي منه نفقتك بأسلوب هين لين ما لم يمنعك حقك ويتعنت في أدائه فلك حينئذ رفع أمره إلى من يلزمه بأدائه سواء من الأهل أو غيرهم، ولو اضطررت إلى اللجوء إلى القضاء ليلزمه بما يجب عليه ويؤدي إليك حقك كاملاً غير منقوص فلا حرج في ذلك، وللفائدة انظري الفتوى رقم: 19453، والفتوى رقم: 61640.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني