الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دفن الجنازة مقدم على صلاة النافلة البعدية ويجب إذا خشي تغيرها

السؤال

ما حكم ترك سنة الصلاة البعدية من أجل الإسراع بدفن الميت. وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الظاهر أن الإسراع بدفن الجنازة مقدم على السنة البعدية إذا أمن تغير الجنازة وإلا قدمت وجوبا.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من السنة التعجيل بدفن الجنازة بعد اكتمال تجهيزها، والظاهر أن الإسراع بدفن الجنازة مقدم بدليل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإسراع بذلك، ولأن وقت الراتبة فيه متسع بل إنها تقضى عند بعض الفقهاء، ولأن الجنازة تقدم على الكسوف والعيد، قال النووي في المجموع: ولو اجتمع جنازة وكسوف أو عيد قدم الجنازة؛ لأنه يخاف تغيرها، قال أصحابنا: ويشتغل الإمام بعدها بالصلاة الأخرى ولا يشيعها، بل يشيعها غيره، فإن لم تحضر الجنازة أو أحضرت ولم يحضر الولي أفرد الإمام جماعة ينتظرونها، واشتغل هو والناس بالصلاة الأخرى، ولو حضرت جنازة وجمعة ولم يضق الوقت قدمت الجنازة بلا خلاف، نص عليه، انتهى.

وجاء في الدر المختار ما معناه أن صلاة الجنازة تقدم على سنة المغرب وغيرها. وفي رد المحتار على الدر المختار في الفقه الحنفي: ولو اجتمع عيد وكسوف وجنازة ينبغي تقديم الجنازة، وكذا لو اجتمعت مع فرض وجمعة ولم يخف خروج وقته. إلى ان قال: إذا اجتمع الكسوف والجنازة بدئ بالجنازة لأنها فرض وقد يخشى على الميت التغير. انتهى.

هذا إذا لم يخش التغير وإلا فإن التعجيل بالدفن مقدم وجوبا على السنة البعدية نظرا لوجوب مراعاة حرمة الميت، ولأن السنة الراتبة غير واجبة والواجب مقدم على السنة.

وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 66120.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني