الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء على من أراد التعدد بألا يُوفق

السؤال

أحسن الله إليكم وبارك في علمكم... لي أخت تزوج زوجها بزوجة ثانية وطلق هذه الزوجة الثانية خلال شهرين وهو دائم التصريح برغبته في الزواج من ثالثة مع العلم بأن له أربعة من الأبناء وهذا الزواج الثاني والتصريح برغبته بالزواج الثالث يؤثر بالسلب على نفسية أختي ويشعرها بالنقص بالإضافة إلى الانشغال الطبيعي بالزوجة الجديدة عن القديمة والغيرة الشديدة التي تنشأ في نفسها.. سؤالي هو: هل دعائي أن لا يتمكن زوج أختي من الزواج بنساء أخريات حتى لا يؤثر على مشاعر أختي، هل هذا الدعاء يدخل في نطاق الدعاء بالإثم، علما بأنني عندما أحاول أن أنصحه باعتبار مشاعر الآخرين يقول إنني أحارب سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهل هذا صحيح، فأفيدونا يرحمكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن جاز له التعدد لتوفره على شروط جوازه من عدل وقدرة على مؤنة لم يجز لأحد أن يقف في سبيله أو يحاول منعه من ذلك، وهذا واضح فيما إذا كان ذلك المنع بالحيلولة دونه بخطبة من يريد خطبتها مثلاً أو إفسادها عليه أو نحو ذلك، لأن التعدد حق لمن يريده وقدر عليه، فلا يجوز لأحد أن يمنعه من حقه هذا، وإذا تقرر هذا فاعلم أن الدعاء بأن لا ييسره الله له لا يجوز لأنه نوع من الاعتداء في الدعاء، إذ إنه دعاء على مسلم بأن لا يتيسر له ما هو حلال ومباح، وقد قال الله تعالى: ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {الأعراف:55}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: سيكون قوم يعتدون في الدعاء. رواه أحمد.

وعليه، فإنا ننصح الأخ بمحاولة إقناع زوج أخته بترك الزواج من ثانية إذا لم يكن محتاجاً له، فإن لم يقتنع تركه وسبيله وكف عن الدعاء عليه، وإن كان دعا عليه سابقاً فليستسمحه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني