الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من مظاهر صدق القرآن الكريم

السؤال

عندي ضعف كثير جداً بالإيمان بالله، فأنا أظن أن الطبيعة أوجدت القرآن أو أن أحداً كتبه ليقنع الناس ويبيعه وكلما أسمع القرآن أخاف أن أتعذب يوم القيامة، وأريد أن أقنع نفسي بوجود الله لأني أخاف عذاب يوم عظيم، وأنا متوتر لأني لا أستطيع أن أقنع نفسي بوجود الله وكلما أفعل أظن أن هناك أحداً كتب القرآن، أنا خائف فأرجو المساعدة؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الطبيعة مخلوق لا يفعل شيئاً، والكون وما فيه من أشياء مختلفة آيات تدل على وجود الله وقدرته، وأما القرآن فهو كلام الله وقد اتفق على ذلك أكثر من مليار من البشر وتناقلوا ذلك خلفاً عن سلف حتى يصل للصحابة الناقلين عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن تأمل بعقله في أسلوب القرآن وبلاغته وأخباره وما يدعو إليه سيعرف أنه ليس مخترعاً من قبل البشر.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نرجو أن تفكر بعقلك بعيداً عن المؤثرات الثقافية التي درستها أو سمعت عنها وتأثرت بها، فما هي الطبيعة؟ هل هي كائن حي يفعل بنفسه ويتكلم أم ماذا؟!! واسأل نفسك من المؤثر في الطبيعة الذي تتحول الأحوال بقدرته من حر إلى برد ومن خصب إلى جدب ومن ليل إلى نهار ومن ضياء إلى ظلام، من الذي فعل هذا، ومن رفع السماء وزينها بالنجوم، ومن أنبت من الحب أشجارا وجعل فيها ثمارا مختلفة الطعوم والألوان والأحجام!! فالتمر مثلاً تختلف أحجامه وألوانه وطعومه ويتقلب من حال إلى حال سبع مرات، والإنسان أصله قطرة ماء ثم يتحول من حال إلى حال عدة مرات، ثم يخرج من البطن ثم يكبر فترى الناس في قارة واحدة مختلفي الأحجام طولاً وضخامة وقصراً ونحافة ومختلفي الألوان واللغات، فمن الذي صنع هذا وأتقن صنعه وأحسن خلقه، هل هو شيء وهمي يسمى الطبيعة أم خلق نفسه أم خلق من غير شيء، لو فكرت بعقلك لعلمت أنه لا بد لهذا الكون المحكم النظام من خالق قادر حكيم في تدبيره لأمور خلقه.

فهذا الخالق الحكيم هو الذي خلقنا وخلقك وخلق جميع الكائنات بقدرته وأسبغ علينا نعمه لنشكره ونسلم له، كما قال الله تعالى: كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ {النحل:81}، ومن رحمته بنا بيانه للطريقة التي نشكره ونتعبده بها، فأنزل الكتب وأرسل الرسل حتى يعذر لخلقه ولا يكون لأحد حجة بعد الرسل، وقد نزل القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم وكان يقرؤه على العرب وهم أساطين البلاغة وقد تحداهم وطلب منهم محاكاته فعجزوا عن ذلك، فظهر للعقلاء منهم أنه كلام الله وأنه غير مفترى من قبل البشر، نظراً لما امتاز به من رفعة الأسلوب وجزالة الألفاظ، ولما جاء فيه من الأخبار الصادقة التي لم تكن عند العرب، ولا يزال الناس حتى الآن يزدادون يقيناً بأن القرآن منزل من عند الله، نظراً لما يكتشف وقتاً بعد وقت من الحقائق العلمية التي سبق أن ذكرها القرآن، ثم إن من إعظم دلائل كون القرآن كلام الله هو اتفاق المسلمين في الشرق والغرب على ذلك ونقل الخلف له عن السلف بنفس الألفاظ، فترى كثيراً منهم يحفظه، ولو أن شخصاً أخطأ فيه لتنادوا عليه ببيان الخطأ والصواب، وهذا من مظاهر صدق وعد الله بحفظ القرآن، هذا ونوصيك بالإكثار من سؤال الله الهداية، والحفاظ على الأذكار والصلاة في الجماعة.

وراجع للمزيد في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8187، 54570، 19694، 6472، 33504.

وأما وجود الله ووجوب توحيده وطاعته فقد أرسلنا لك فتويين فيه فطالعهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني