معنى قول خالد بن الوليد: فعادت غسولا غير خمر

1-7-2015 | إسلام ويب

السؤال:
ما مدى صحة هذا الأثر، الذي ورد عن ابن عساكر: هل هو ثابت، وصحيح، ويُستدل به؟
الأثر هو: عن خالد بن الوليد - عند الطبري وغيره- من طريق سيف بن عمر، عن أبي عثمان، وأبي حارثة، وأبي المجالد، قالوا: وبلغ عمر، أن خالدا دخل الحمام، فتدلك بعد النورة بثخين عصفر معجون بخمر، فكتب إليه: بلغني أنك تدلكت بخمر، وإن الله قد حرم ظاهر الخمر وباطنه، كما حرم ظاهر الإثم وباطنه، وقد حرم مس الخمر إلا أن تغسل، كما حرم شربها؛ فلا تمسوها أجسادكم؛ فإنها نجس، وإن فعلتم فلا تعودوا.
فكتب إليه خالد: إنا قتلناها، فعادت غسولا غير خمر. فكتب إليه عمر: إني أظن آل المغيرة قد ابتلوا بالجفاء، فلا أماتكم الله عليه. فانتهى.
مع العلم أني من المقلدين لابن عثيمين، والألباني في طهارة الخمر، ولكن عندما قرأت هذا الأثر، أشكل علي الأمر، مع أنه حتى القائلون بالنجاسة لم يستدلوا به!
فهل من المعقول أن يكون من الآثار الصحيحة، وغابت عن علماء جهابذة مثل ابن عثيمين وغيره، مع أن ابن عثيمين قال إنه لا يوجد دليل من الكتاب، أو السنة، أو عمل الصحابة يثبت نجاسة الخمر، وعلى حد علمي أنا السائلة أن القائلين بالنجاسة، والطهارة أدلتهم واحدة، ولكن اختلفت طريقة فهمهم للأدلة.
فأفتونا مأجورين عن مدى صحة الأثر.
وشكرا.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإن هذا الأثر غير ثابت، ولا يصح إسناده، كما بيناه في الفتوى رقم: 49825.

وعلى فرض صحته: فليست فيه دلالة على أن خالد بن الوليد -رضي الله عنه- يرى طهارة الخمر، بل فيه ما يدل على أنه يرى نجاستها، فإنه لم يرد على عمر -رضي الله عنه- بأن الخمر ليست بنجسة، بل رد عليه بقوله: ( إنا قتلناها، فعادت غسولا غير خمر ) أي أنها قد استحالت، وتخللت، وزال عنها وصف الإسكار، فلم تعد خمرا.

كما قال في أبيات له في تتمة القصة، أخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق:
سهل أبا حفص فإن لديننا      شرائع لا يشقى بهن المسهل
أنجست في الخمر الغسول ولا يرى     من الخمر تثقيف المحيل المخلل
وهل يشبهن طعم الغسول وذوقه      حميا الخمور، والخمور تسلسل

فبين أنها صارت لا تشبه الخمر في الطعم، والذوق، والحمي: أي شدة الخمر.

وعموما، فإن جماهير العلماء على نجاسة الخمر نجاسة حسية، وراجعي في بيان الأقوال، والأدلة في هذه المسألة، الفتاوى ذوات الأرقام الآتية: 112455 ، 79051 ،23146.

والله أعلم.

www.islamweb.net