الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 634 ] 9 - باب ذكر تفسير قول عمر رضي الله عنه : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقيد من نفسه

                                                                                        2120 - قال أبو يعلى : حدثنا سويد بن سعيد ، ثنا الوليد بن محمد الموقري ، عن ثور بن يزيد ، عن أبي هريرة ، عن عمر رضي الله عنهم ، قال : رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في الجهاد فاجتمعوا عليه حتى غموه ، وفي يده صلى الله عليه وسلم جريدة قد نزع سلاؤها وبقيت سلاءة لم يفطن بها ، وقال : تأخروا عني هكذا ، فقد غممتموني . فأصاب النبي بطن رجل ، فأدمى الرجل فخرج وهو يقول : هذا فعل نبيك فكيف بالناس ؟ فسمعه عمر رضي الله عنه ، فقال له: انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان هو أصابك فسوف يعطيك الحق ، وإن كنت كذبت لأرعبنك بمعاملتك حتى تحدث ، فقال الرجل : انطلق بسلام ، فلست أريد أن [ ص: 635 ] أنطلق معك . قال : ما أنا بوادعك . فانطلق به عمر رضي الله عنه حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن هذا يزعم أنك أصبته ودميت بطنه ، فما ترى ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أحقا أنا أصبتك ؟ قال الرجل : نعم يا نبي الله . قال صلى الله عليه وسلم : هل رأى ذلك أحد ؟ قال : قد كان هاهنا ناس من المسلمين . فقال : اللهم إني أنشد شهادة رجل رأى ذلك إلا أخبرني . فقال ناس من المسلمين : يا رسول الله ، أنت دميته ولم ترده . فقال صلى الله عليه وسلم : خذ لما أصبت مالا وانطلق . فقال : لا . قال : فهب لي ذلك ؟ قال : لا أفعل . فقال صلى الله عليه وسلم : فتريد ماذا ؟ قال : أريد أن أستقيد منك يا نبي الله . فقال صلى الله عليه وسلم : نعم . فقال له الرجل : اخرج من وسط هؤلاء ، فخرج من وسطهم وأمكن الرجل من الجريدة يستقيد منه صلى الله عليه وسلم ، فكشف عن بطنه ، وجاء عمر رضي الله عنه ليمسك النبي صلى الله عليه وسلم من خلفه ، فقال : عثرت بنعلك وانكسرت أسنانك . فلما دنا الرجل ليطعن النبي صلى الله عليه وسلم ألقى الجريدة ، وقبل سرته وقال : يا نبي الله هذا الذي أردت لكيما يقمع الجبارون من بعدك . فقال عمر رضي الله عنه : لأنت أوثق عملا مني .

                                                                                        [ ص: 636 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية